[٢٠١١] قال ابن عباس : نزلت في ثابت بن قيس ، وقوله للرجل الذي لم يفسح له : ابن فلانة يعيّره بأمه ، قال النبي صلىاللهعليهوسلم : من الذاكر فلانة؟ فقال ثابت : أنا يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : انظر في وجوه القوم فنظر فقال : ما رأيت يا ثابت؟ قال : رأيت أبيض وأحمر وأسود ، قال : فإنك لا تفضلهم إلّا في الدين والتقوى ، فنزلت في ثابت هذه الآية ، وفي الذي لم يتفسح : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا) [المجادلة : ١١].
[٢٠١٢] وقال مقاتل : لما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بلالا حتى علا ظهر الكعبة وأذن ، فقال عتاب بن أسيد بن أبي العيص : الحمد لله الذي قبض أبي حتى لم يرد هذا اليوم ، وقال : قال الحارث بن هشام : أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنا وقال سهيل بن عمرو : إن يرد الله شيئا يغيره. وقال أبو سفيان : إني لا أقول شيئا أخاف أن يخبر به رب السماء ، فأتى جبريل فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بما قالوا : فدعاهم وسألهم عما قالوا فأقروا فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وزجرهم عن التفاخر بالأنساب والتكاثر بالأموال والإزراء بالفقراء.
فقال : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى) يعني آدم وحواء أي إنكم متساوون في النسب. (وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً) ، جمع شعب بفتح الشين ، وهي رءوس القبائل مثل ربيعة ومضر والأوس والخزرج ، سموا شعوبا لتشعبهم واجتماعهم ، كشعب أغصان الشجر ، والشعب من الأضداد يقال : شعب (١) أي : جمع ، وشعب ، أي : فرق. (وَقَبائِلَ) ، هي دون الشعوب ، واحدتها قبيلة وهي كبكر من ربيعة وتميم من مضر ، ودون القبائل العمائر ، واحدتها عمارة ، بفتح العين هم (٢) كشيبان من بكر ودارم من تميم ، ودون العمائر البطون ، واحدتها بطن ، وهم (٣) كبني غالب ولؤي من قريش ، ودون البطون الأفخاذ واحدتها فخذ وهم كبني هاشم وأمية من بني لؤي ، ثم الفصائل والعشائر واحدتها فصيلة وعشيرة ، وليس بعد العشيرة حي يوصف به وقيل : الشعوب من العجم ، والقبائل من العرب ، والأسباط من بني إسرائيل. وقال أبو روق : الشعوب من الذين لا يعتزون إلى أحد ، بل ينتسبون إلى المدائن والقرى ، والقبائل العرب الذين ينتسبون إلى آبائهم. (لِتَعارَفُوا) ، ليعرف بعضكم بعضا في قرب النسب وبعده ، لا ليتفاخروا. ثم أخبر أن أرفعهم منزلة عند الله أتقاهم فقال : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ، قال قتادة : في هذه الآية إن أكرم الكرم التقوى ، وألأم اللؤم الفجور.
__________________
[٢٠١١] ـ لم أقف له على إسناد.
وذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٧٦٥ عن ابن عباس بدون إسناد ، والظاهر أنه من رواية الكلبي الكذاب ، وتقدم أن الذي صح في ثابت هو الحديث ١٩٩٢ ، ويأبى الأفّاكون إلّا أن يذكروا ثابتا عند كل آية ، وأنها نزلت فيه.
[٢٠١٢] ـ ذكره عن مقاتل هاهنا تعليقا ، وإسناده إليه أول الكتاب ، لكن لم يعينه ، فإن كان ابن سليمان ، فهو كذاب ، وإن كان ابن حيان ، فذو مناكير ، وهو مرسل.
وذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٧٦٥ م عن مقاتل بدون إسناد.
ـ وله شاهد من مرسل ابن أبي مليكة ، أخرجه الواحدي ٧٦٦ بنحوه.
ـ الخلاصة : هو خبر ضعيف.
(١) في المطبوع «شعث» والمثبت عن ط والمخطوط.
(٢) في المطبوع «هي» والمثبت عن ط والمخطوط.
(٣) في المطبوع «هي» والمثبت عن ط والمخطوط.