حال إلى حال. وقال قتادة : في كل أرض من أرضه وسماء من سمائه خلق من خلقه وأمر من أمره وقضاء من قضائه. (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) ، فلا يخفى عليه شيء.
سورة التحريم
مدنية [وهي اثنتا عشرة آية](١)
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١))
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١) ، وسبب نزولها ما.
[٢٢٣٥] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا عبيد الله بن إسماعيل ثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يحب الحلواء والعسل وكان إذا صلى العصر دخل على نسائه فيدنو منهن فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس فسألت عن ذلك ، فقيل لي : أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل فسقت رسول الله صلىاللهعليهوسلم منها شربة فقلت أما والله لنحتالن له فذكرت ذلك لسودة ، وقلت إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له يا رسول الله أكلت مغافير (٢) فإنه سيقول لا فقولي له : ما هذه الريح ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح فإنه سيقول سقتني حفصة شربة عسل ، فقولي له جرست نحلة العرفط (٣) ، سأقول ذلك وقوليه أنت يا صفية ، فلما دخل على سودة قالت سودة : والله الذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أباديه بالذي قلت لي وإنه لعلى الباب فرقا منك ، فلما دنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم قلت : يا رسول الله أكلت مغافير ، قال : «لا» قالت : فما بال هذه الريح قال : «سقتني حفصة شربة عسل» قالت : جرست نحله العرفط ، سأقول ذلك وقوليه أنت يا صفية ، فلما دخل عليّ قلت له مثل ذلك ، ودخل على صفية فقالت مثل ذلك ، فلما دخل على حفصة قالت له : يا رسول الله ألا أسقيك منه قال : «لا حاجة لي به» قالت تقول سودة : سبحان الله لقد حرمناه ، قالت : قلت لها اسكتي.
__________________
[٢٢٣٥] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، فقد تفرد عن عبيد الله ، ويقال : عبيد.
ـ أبو أسامة هو حماد بن أسامة ، هشام هو ابن عروة بن الزبير.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٦٩٧٢ عن عبيد الله بن إسماعيل بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ١٤٧٤ ح ٢١ وأبو داود ٣٧١٥ وأبو يعلى ٤٨٩٦ من طرق عن أبي أسامة به.
ـ وأخرجه الواحدي في «الأسباب» ٨٣٢ من طريق علي بن مسهر عن هشام بن عروة به.
(١) زيد في المطبوع.
(٢) بقلة أو صمغة فيها حلاوة ، واحدها : مغفور.
(٣) جرست : أكلت ، العرفط : نبت له ريح كريح الخمر.