سبع ولا تزد على ذلك».
قوله عزوجل : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ) ، يعني المسافرين للتجارة يطلبون من رزق الله ، (وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) ، لا يطيقون قيام الليل ، روى إبراهيم عن ابن مسعود قال : أيما رجل جلب شيئا ما إلى مدينة من مدائن المسلمين صابرا محتسبا فباعه بسعر يومه كان عند الله بمنزلة الشهداء ، ثم قرأ عبد الله : (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ). (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ) ، أي ما تيسر عليكم من القرآن. قال أهل التفسير كان هذا في صدر الإسلام ثم نسخ بالصلوات الخمس ، وذلك قوله (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) ، [قال ابن عباس](١) : يريد سوى الزكاة من صلة الرحم ، وقري الضيف. (وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً) ، تجدوا ثوابه في الآخرة أفضل مما أعطيتم ، (وَأَعْظَمَ أَجْراً) ، من الذي أخرتم ، ولم تقدموه ، ونصب (خَيْراً وَأَعْظَمَ) على المفعول الثاني ، فإن الوجود إذا كان بمعنى الرؤية يتعدى إلى مفعولين ، وهو فصل في قول البصريين ، وعماد في قول الكوفيين ، لا محل له في الإعراب.
[٢٢٨٨] أخبرنا أبو القاسم يحيى بن علي الكشميهني أنا أبو نصر أحمد بن علي البخاري بالكوفة أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الفقيه بالموصل ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا أبو خيثمة ثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال : قال عبد الله قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أيكم ماله أحب إليه من مال وارثه»؟ قالوا : يا رسول الله ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه ، قال : اعلموا ما تقولون ، قالوا : ما نعلم إلا ذلك يا رسول الله ، قال : «ما منكم رجل إلا مال وارثه أحب إليه من ماله» ، قالوا : كيف يا رسول الله؟ قال : «إنما مال أحدكم ما قدم ومال وارثه ما أخر». (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ) ، لذنوبكم ، (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
سورة المدثر
مكية [وهي ست وخمسون آية](٢)
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥))
__________________
[٢٢٨٨] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ أبو خيثمة هو زهير بن حرب ، جرير بن عبد الحميد ، الأعمش سليمان بن مهران ، إبراهيم بن يزيد.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٩٥٢ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «مسند أبي يعلى» ٥١٦٣ عن أبي خيثمة بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه ابن حبان ٣٣٣٠ من طريق أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى به.
ـ وأخرجه البخاري ٦٤٤٢ من طريق حفص بن غياث عن الأعمش به.
(١) زيد في المطبوع والمخطوط (أ)
(٢) زيد في المطبوع.