عباس رضي الله تعالى عنهما : إنما يقال لهم هذا يوم القيامة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون.
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٩) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ) ، أي بعد القرآن ، (يُؤْمِنُونَ) ، إذا لم يؤمنوا به.
سورة النبأ
مكية [وهي أربعون آية](١)
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (٣) كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (٤) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (٥) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (٦) وَالْجِبالَ أَوْتاداً (٧) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (٨))
(عَمَ) ، أصله (عن ما) فأدغمت النون في الميم وحذفت ألف ما كقوله : (فيم) ، و (بم) ، (يَتَساءَلُونَ) ، أي عن أي شيء يتساءل هؤلاء المشركون.
وذلك أن النبي صلىاللهعليهوسلم لما دعاهم إلى التوحيد وأخبرهم بالبعث بعد الموت ، وتلا عليهم القرآن جعلوا يتساءلون بينهم فيقولون : ما ذا جاء به محمد ، قال الزجاج : اللفظ لفظ استفهام ومعناه التفخيم ، كما تقول : أي شيء زيد؟ إذا أعظمت أمره وشأنه.
ثم ذكر أن تساؤلهم عما ذا فقال : (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) (٢) ، قال مجاهد والأكثرون : هو القرآن ، دليله قوله : (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ) (٦٧) [ص : ٦٧] ، وقال قتادة : هو البعث.
(الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) (٣) ، فمصدق ومكذب ، (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) (٤) ، كلا نفي لقولهم سيعلمون عاقبة تكذيبهم حتى تنكشف الأمور.
(ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) (٥) ، وعيد لهم على أثر وعيد. قال الضحاك : كلا سيعلمون يعني الكافرين ثم كلا سيعلمون يعني المؤمنين ثم ذكر صنائعه ليعلموا توحيده.
فقال : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً) (٦) ، فراشا.
(وَالْجِبالَ أَوْتاداً) (٧) ، للأرض حتى لا تميد.
(وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً) (٨) ، أصنافا ذكورا وإناثا.
(وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (٩) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (١١) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (١٢) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (١٣) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (١٤) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً (١٥) وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً (١٦) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (١٧) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (١٨))
__________________
(١) زيد في المطبوع.