شَيْئاً)، وقال مقاتل : يعني لنفس كافرة شيئا من المنفعة ، (وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) ، أي لم يملّك الله في ذلك اليوم أحدا شيئا كما ملكهم في الدنيا.
سورة المطففين
[مدنية](١) [وهي ست وثلاثون آية](٢)
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢))
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) (١) ، يعني الذين ينقصون المكيال والميزان ويبخسون حقوق الناس. قال الزجاج : إنما قيل للذي ينقص المكيال والميزان مطفف لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء اليسير الطفيف.
[٢٣١٤] أخبرنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمد [بن](٣) علي الصيرفي ثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا علي بن الحسين بن واقد حدثني أبي حدثني يزيد النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس قال : لما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا ، فأنزل الله عزوجل : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) (١) فأحسنوا الكيل.
وقال السدي : قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة وبها رجل يقال له أبو جهينة ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر فأنزل الله هذه الآية ، فالله تعالى جعل الويل للمطففين (٤).
ثم بين أن المطففين من هم فقال : (الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) (٢) ، وأراد إذا اكتالوا من
__________________
[٢٣١٤] ـ إسناده حسن ، رجاله ثقات مشاهير ، غير علي ، وهو صدوق.
ـ يزيد هو ابن سعيد ، عكرمة هو أبو عبد الله البربري مولى ابن عباس.
ـ وأخرجه النسائي في «التفسير» ٦٧٤ وابن ماجه ٢٢٢٣ والحاكم ٢ / ٣٣ والطبري ٣٦٥٧٧ والطبراني ١٢٠٤١ وابن حبان ٤٩١٩ والبيهقي ٦ / ٣٢ والواحدي في «أسباب النزول» ٨٤٨ من طرق عن علي بن الحسين بن واقد بهذا الإسناد.
ـ وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وكذا صححه السيوطي في «الدر» ٦ / ٥٣٦.
ـ قال البوصيري في «الزوائد» : هذا إسناد حسن ، علي بن الحسين بن واقد مختلف فيه ، وباقي الإسناد ثقات.
ـ وانظر «أحكام القرآن» ٢٢٦٦ و «الكشاف» ١٢٧٥ بتخريجنا.
(١) سقط من المطبوع.
(٢) زيد في المطبوع.
(٣) سقط من المطبوع.
(٤) ذكره المصنف هاهنا تعليقا ، وإسناده إلى السدي أول الكتاب ، وهذا مرسل ، والسدي ذو مناكير.
ـ ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٨٥٠ عن السدي معلقا بدون إسناد.
ـ وقال الحافظ في «الكشاف» ٤ / ٧١٨ : لم أجده ، والظاهر أنه أراد مسندا ، وهو واه بمرة ، ليس بشيء.