(إِيابَهُمْ) بتشديد الياء وهو شاذ لم يجزه أحد غير الزجاج فإنه قال يقال : أيب إيابا على فيعل فيعالا.
(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) (٢٦) ، يعني جزاءهم بعد المرجع إلى الله عزوجل.
سورة الفجر
مكية وهي ثلاثون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(وَالْفَجْرِ (١) وَلَيالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣))
(وَالْفَجْرِ) (١) أقسم الله عزوجل بالفجر ، روى أبو صالح عن ابن عباس قال : هو انفجار الصبح كل يوم. وهو قول عكرمة : وقال عطية : عند صلاة الصبح. وقال قتادة : هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السنة. وقال الضحاك : فجر ذي الحجة لأنه قرن به الليالي العشر.
(وَلَيالٍ عَشْرٍ) (٢) ، روي عن ابن عباس : أنها العشر الأول من ذي الحجة. وهو قول مجاهد وقتادة والضحاك والسدي والكلبي : وقال أبو روق عن الضحاك : هي العشر الأول من شهر رمضان. وروى أبو ظبيان عن ابن عباس قال : هي العشر الأواخر من شهر رمضان. وقال يمان بن رياب (١) هي العشر الأول من المحرم التي عاشرها يوم عاشوراء.
(وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) (٣) ، قرأ حمزة والكسائي الوتر بكسر الواو ، وقرأ الآخرون بفتحها ، واختلفوا في الشفع والوتر ، قيل : الشفع الخلق ، قال الله تعالى : (وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً) (٨) [النبأ : ٨] والوتر : هو الله عزوجل. روي ذلك عن أبي سعيد الخدري ، وهو قول عطية العوفي ، وقال مجاهد ومسروق : الشفع الخلق كله ، كما قال الله تعالى : (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) [الذاريات : ٤٩] ، الكفر والإيمان ، والهدى والضلالة ، والسعادة والشقاوة ، والليل والنهار ، والسماء والأرض ، والبر والبحر ، والشمس والقمر ، والجن والإنس ، والوتر هو الله ، قال الله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (١) [الإخلاص : ١] ، قال الحسن وابن زيد : الشفع والوتر الخلق كله منه شفع ومنه وتر. وروى قتادة عن الحسن قال : هو العدد منه شفع ومنه وتر.
[٢٣٣٥] وقال قتادة : هي الصلوات منها شفع ومنها وتر. وروي ذلك عن عمران بن حصين مرفوعا.
__________________
[٢٣٣٥] ـ ورد مرفوعا وموقوفا ومقطوعا ، والصحيح موقوف.
ـ أثر قتادة أخرجه الطبري ٣٧١٠٠ عن قتادة قوله.
ـ وورد مرفوعا من حديث عمران بن حصين «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال في هذه الآية : (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) قال : هي الصلاة منها شفع ، ومنها وتر».
ـ أخرجه الترمذي ٣٣٤٢ والطبري ٣٧٠٩٩ والحاكم ٢ / ٥٢٢ وأحمد ٤ / ٤٣٧ من طريق عمران بن عصام عن شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين به.
(١) في المطبوع «يمن بن رباب».