فدخل نعشه ، فلم ير خارجا منه فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر ، ولم يدر (١) من قرأها : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي) (٣٠).
سورة البلد
مكية وهي عشرون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (٢) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (٤))
(لا أُقْسِمُ) ، يعني أقسم ، (بِهذَا الْبَلَدِ) ، يعني مكة.
(وَأَنْتَ حِلٌ) ، أي حلال ، (بِهذَا الْبَلَدِ) ، تصنع فيه ما تريد من القتل والأسر ليس عليك ما على الناس فيه من الإثم أحل الله لنبيه صلىاللهعليهوسلم مكة يوم الفتح ، حتى قاتل وقتل وأمر بقتل ابن خطل ، وهو متعلق بأستار الكعبة ، ومقيس بن ضبابة وغيرهما ، فأحل دماء قوم وحرّم دماء قوم.
[٢٣٣٧] فقال : «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن».
[٢٣٣٨] ثم قال : «إن الله حرّم مكة يوم خلق السموات والأرض ولم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي ، وإنما أحلت لي ساعة من نهار ، فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة».
والمعنى : أن الله تعالى لما أقسم بمكة دل ذلك على عظيم قدرها مع حرمتها فوعد نبيه صلىاللهعليهوسلم أنه يحلها له حتى يقاتل فيها ، وأن يفتحها على يده فهذا وعد من الله عزوجل بأن يحلها له. قال شرحبيل بن سعد : ومعنى قوله وأنت حلّ بهذا البلد ، قال : يحرمون أن يقتلوا بها صيدا ويستحلون إخراجك وقتلك؟
(وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) (٣) ، يعني آدم عليهالسلام وذريته.
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ) (٤) ، روى الوالبي عن ابن عباس : في نصب. قال الحسن : يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة. وقال قتادة ؛ في مشقة فلا تلقاه إلا يكابد أمر الدنيا [والآخرة](٢). وقال سعيد بن جبير : في شدة. وقال عطاء عن ابن عباس : في شدة خلق حمله وولادته ورضاعه ، وفطامه
__________________
(١) أخرجه ابن أبي حاتم كما في «تفسير القرآن العظيم» ٤ / ٦٠٦ والطبراني ١٠٥٨١.
ـ وقال الهيثمي ٩ / ٢٨٥ : رجاله رجال الصحيح. قلت : فيه مروان بن شجاع ، وهو وإن روى له البخاري ، فقد قال أبو حاتم : ليس بحجة ، وقال ابن حبان : يروي المقلوبات ، والمتن غريب جدا.
[٢٣٣٧] ـ تقدم في سورة الحج عند آية : ٢٥.
[٢٣٣٨] ـ تقدم في سورة المائدة عند آية : ٩٧.
(١) في المطبوع «ندر».
(٢) زيادة عن المخطوط وكتب الأثر.