[٢٣٤٥] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل أنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب (١) ثنا هشام عن أبيه أنه أخبره عبد الله بن زمعة أنه سمع النبي صلىاللهعليهوسلم يخطب وذكر الناقة والذي عقرها فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «(إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها) ، انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في أهله مثل أبي زمعة».
(فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ) ، صالح (ناقَةَ اللهِ) ، [أي احذروا عقر ناقة الله. وقال الزجاج منصوب على معنى ذروا ناقة الله ، (وَسُقْياها) ، شربها](٢) أي ذروا ناقة الله وذروا شربها من الماء ، فلا تعرضوا للماء يوم شربها.
(فَكَذَّبُوهُ) ، يعني صالحا ، (فَعَقَرُوها) ، يعني الناقة.
(وَلا يَخافُ عُقْباها) (١٥) (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ) ، قال عطاء ومقاتل : فدمر عليهم ربهم فأهلكهم. قال المؤرج (٣) : الدمدمة الهلاك باستئصال. (بِذَنْبِهِمْ) ، بتكذيبهم الرسول وعقرهم الناقة ، (فَسَوَّاها) ، فسوى الدمدمة عليهم جميعا ، وعمهم بها فلم يفلت منهم أحد. وقال الفراء : سوى الأمة وأنزل العذاب بصغيرها وكبيرها ، يعني سوى بينهم ، ولا يخاف عقبها (١٥) ، قرأ أهل المدينة والشام فلا بالفاء وكذلك هو في مصاحفهم ، وقرأ الباقون بالواو وهكذا في مصاحفهم (عُقْباها) عاقبتها. قال الحسن : معناه لا يخاف الله من أحد تبعة في إهلاكهم. وهي رواية [علي بن أبي طلحة](٤) عن ابن عباس : وقال الضحاك والسدي والكلبي : هو راجع إلى العاقر وفي الكلام تقديم وتأخير تقديره : إذا انبعث أشقاها ولا يخاف عقباها.
سورة الليل
مكية وهي إحدى وعشرون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى (١) وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى (٢) وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (٤) فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (٥))
(وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) (١) ، أي يغشى النهار بظلمة فيذهب بضوئه (وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) (٢) ، بان وظهر من بين الظلمة.
__________________
[٢٣٤٥] ـ تقدم في سورة الأعراف عند آية : ٧٩.
(١) تصحف في المطبوع «وهب».
(٢) سقط من المطبوع.
(٣) في المطبوع «المدرج» وفي المخطوط «المؤرخ» والمثبت هو الصواب.
(٤) زيادة عن المخطوطتين.