سورة التين
مكية [وهي ثمان آيات](١)
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (٥))
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) (١) ، قال ابن عباس والحسن ومجاهد وإبراهيم وعطاء بن أبي رباح ومقاتل والكلبي : هو تينكم هذا الذي تأكلونه وزيتونكم هذا الذي تعصرون منه الزيت. قيل : خص التين بالقسم لأنها فاكهة مخلصة (٢) لا عجم فيها ، شبيهة بفواكه الجنة. وخصص الزيتون لكثرة منافعه ، والزيتون شجرة مباركة جاء بها الحديث وهو ثمر ودهن يصلح للاصطباغ والاصطباح. وقال عكرمة : هما جبلان. قال قتادة : التين الجبل الذي عليه دمشق والزيتون الجبل الذي عليه بيت المقدس لأنهما ينبتان التين والزيتون. وقال الضحاك : وقال محمد بن كعب : التين مسجد أصحاب الكهف والزيتون مسجد إيليا.
(وَطُورِ سِينِينَ) (٢) ، يعني الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليهالسلام وذكرنا معناه عند قوله :
(وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ) [المؤمنون : ٢٠].
(وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) (٣) ، أي الآمن ، يعني مكة يأمن فيه الناس في الجاهلية والإسلام ، هذه كلها أقسام والمقسم عليه قوله :
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (٤) ، أعدل قامة وأحسن صورة ، وذلك أنه خلق كل حيوان منكبا على وجهه إلا الإنسان خلقه مديد القامة يتناول مأكوله بيده مزينا بالعقل والتمييز.
(ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) (٥) ، يريد إلى الهرم وأرذل العمر ، فينقص عقله ويضعف بدنه ، والسافلون هم الضعفاء والزمنى والأطفال ، فالشيخ الكبير [أسفل](٣) من هؤلاء جميعا ، وأسفل سافلين نكرة تعم الجنس ، كما تقول : فلان أكرم قائم [وإذا عرفت قلت : أكرم القائمين](٤). وفي مصحف عبد الله «أسفل السافلين» وقال الحسن وقتادة ومجاهد : يعني ثم رددناه إلى النار ، يعني إلى أسفل السافلين ، لأن جهنم بعضها أسفل من بعض. قال أبو العالية : يعني إلى النار في شر صورة في صورة خنزير.
__________________
(١) زيد في المطبوع.
(٢) في المطبوع «مختصة».
(٣) سقط من المطبوع.
(٤) زيادة عن ط.