محمد [بن] عبد الله ثنا الحسن بن سفيان ثنا علي بن حجر ثنا يزيد بن هارون ثنا اليمان بن المغيرة ثنا عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «(إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ) تعدل نصف القرآن ، و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (١) تعدل ثلث القرآن ، و (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) (١) [الإخلاص : ١] تعدل ربع القرآن».
سورة العاديات
مكية وهي إحدى عشرة آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (١) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (٢) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (٤))
(وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) (١) ، قال ابن عباس وعطاء ومجاهد وعكرمة والحسن والكلبي وقتادة ومقاتل وأبو العالية وغيرهم : هي الخيل العادية في سبيل الله تضبح ، والضبح صوت أجوافها إذا عدت.
قال ابن عباس : وليس شيء من الحيوانات يضبح غير الفرس والكلب والثعلب ، وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغير حالها من تعب أو فزع وهو من قول العرب : ضبحته النار إذا غيرت لونه. وقوله : (ضَبْحاً) نصب على المصدر ، مجازه : والعاديات تضبح ضبحا.
وقال علي : هي الإبل في الحج تعدو من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منى ، وقال : كانت أول غزوة في الإسلام بدرا ، وما كان معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود ، فكيف تكون الخيل العاديات؟ (١) وإلى هذا ذهب ابن مسعود ومحمد بن كعب والسدي. وقال بعض من قال : هي الإبل قوله : (ضَبْحاً) يعني ضباحا تمد أعناقها في السير.
(فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) (٢) ، قال عكرمة وعطاء والضحاك ومقاتل والكلبي : هي الخيل تواري النار بحوافرها إذا سارت في الحجارة ، يعني والقادحات قدحا يقدحن بحوافرهن. وقال قتادة : هي الخيل تهيج الحرب ونار العداوة بين فرسانها.
وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس : هي الخيل تغزو في سبيل الله ثم تأوي بالليل فيورون نارهم ويصنعون طعامهم.
وقال مجاهد وزيد بن أسلم : هي مكر الرجال ، يعني رجال الحرب ، والعرب تقول إذا أراد الرجل أن يمكر بصاحبه : أما والله لأقدحن لك ثم لأورين لك. وقال محمد بن كعب : هي النيران بجمع (٢).
__________________
فيها أحاديث أخرى ، وبخاصة سورة الإخلاص ، فقد ورد في فضلها أحاديث متفق عليها ، وستأتي إن شاء الله ، والله أعلم. وانظر «الجامع لأحكام القرآن» ٦٤٣٤ بتخريجي.
(١) قد اختصر المصنّف هذا الأثر أخلّ بمعناه ، فقول علي : «كانت أول غزوة ...» رد فيها على ابن عباس. انظر «الدر» ٦ /
(٢) في المخطوط وط «تجتمع» والمثبت أقرب ، وأن مراد القرظي ما يوقده الحجيج يوم المزدلفة من النار.