الله صلىاللهعليهوسلم : «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ».
قال محمد بن كعب : يعني عمّا أنعم عليكم بمحمد صلىاللهعليهوسلم. وقال أبو العالية : عن الإسلام والسنن. وقال الحسين بن الفضل : تخفيف الشرائع وتيسير القرآن.
سورة العصر
مكية [وقيل مدنية وهي ثلاث آيات](١)
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (٣))
(وَالْعَصْرِ) ، قال ابن عباس : والدهر. وقيل : أقسم به لأن فيه عبرة للناظر. وقيل : معناه ورب العصر ، وكذلك في أمثاله. وقال ابن كيسان : أراد بالعصر الليل والنهار ، يقال لهما العصران. وقال الحسن : من بعد زوال الشمس إلى غروبها. وقال قتادة : آخر ساعة من ساعات النهار. وقال مقاتل : أقسم بصلاة العصر وهي الصلاة الوسطى.
(إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) (٢) ، أي خسران ونقصان ، قيل : أراد به الكافر بدليل أنه استثنى المؤمنين ، والخسران ذهاب رأس مال الإنسان في هلاك نفسه وعمره بالمعاصي ، وهما أكبر رأس ماله.
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، فإنهم ليسوا في خسران ، (وَتَواصَوْا) ، أوصى بعضهم بعضا ، (بِالصَّبْرِ) ، بالقرآن قاله الحسن وقتادة ، وقال مقاتل : بالإيمان والتوحيد. (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) ، على أداء الفرائض وإقامة أمر الله. وروى ابن عون عن إبراهيم قال : أراد أن الإنسان إذا عمر في الدنيا وهرم لفي نقص وتراجع إلا المؤمنين فإنهم يكتب لهم أجورهم ومحاسن أعمالهم التي كانوا يعملونها في شبابهم وصحتهم ، وهي مثل قوله : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (٥) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) [التين : ٤ و ٥ و ٦].
__________________
(١) زيد في المطبوع.