سورة المسد
مكية [وهي خمس آيات](١)
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥))
(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) (١).
[٢٤٢١] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا حاجب بن أحمد الطوسي حدثنا محمد بن حماد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : صعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات يوم على الصفا فقال : يا صباحاه (٢) قال : فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا له : ما لك؟ ، قال : أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم [أو ممسيكم](٣) أما كنتم تصدقوني؟ قالوا : بلى ، قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فقال أبو لهب : تبا لك ألهذا دعوتنا جميعا؟ فأنزل الله عزوجل : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) (١) إلى آخرها.
قوله : (تَبَّتْ) أي خابت وخسرت يدا أبي لهب ، أي هو أخبر عن يديه ، والمراد به نفسه على عادة العرب في التعبير ببعض الشيء عن كله. وقيل : اليد صلة ، كما يقال : يد الدهر ويد الرزايا والبلايا. وقيل : المراد به ماله وملكه ، يقال : فلان قليل ذات اليد ، يعنون به المال ، والتباب والخسار والهلاك.
وأبو لهب هو ابن عبد المطلب عم النبي صلىاللهعليهوسلم ، واسمه عبد العزى. قال مقاتل كني بأبي لهب لحسنه وإشراق وجهه. وقرأ ابن كثير (أَبِي لَهَبٍ) ساكنة الهاء وهي مثل نهر ونهر. واتفقوا في ذات (لَهَبٍ) أنها مفتوحة الهاء لوفاق الفواصل ، وتب أبو لهب ، وقرأ عبد الله : وقد تبّ. قال الفراء : الأول دعاء ، والثاني خبر ، كما يقال : أهلكه الله ، وقد فعل.
(ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) (٢).
[٢٤٢٢] قال ابن مسعود : لما دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أقرباءه إلى الله عزوجل قال أبو لهب : إن كان ما يقول ابن أخي حقا فإني أقتدي نفسي بمالي وولدي ، فأنزل الله تعالى : (ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ).
__________________
[٢٤٢١] ـ تقدم في سورة الشعراء عند آية : ٢١٤.
[٢٤٢٢] ـ لم أقف له على إسناد ، وذكره ابن كثير في «التفسير» ٤ / ٦٨١ بصيغة التمريض بقوله : وذكر عن ابن مسعود .... والصواب في هذا الحديث ما تقدم.
(١) زيد في المطبوع.
(٢) في المطبوع «صاحباه».
(٣) زيادة عن المخطوط وط.