لِلْحَوارِيِّينَ)، أي انصروا دين الله مثل نصرة الحواريين لما قال لهم عيسى عليهالسلام ، (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) ، أي من ينصرني مع الله ، (قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ) ، قال ابن عباس : يعني في زمن عيسى عليهالسلام.
وذلك أنه لما رفع تفرق قومه ثلاث فرق : فرقة قالوا كان الله فارتفع ، وفرقة قالوا : كان ابن الله فرفعه الله إليه ، وفرقة قالوا كان عبد الله ورسوله فرفعه إليه وهم المؤمنون ، واتبع كل فرقة منهم طائفة من الناس ، فاقتتلوا فظهرت الفرقتان الكافرتان على المؤمنين حتى بعث الله محمدا صلىاللهعليهوسلم فظهرت [الفرقة](١) المؤمنة على الكافرة ، فذلك قوله تعالى : (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ) ، غالبين عالين.
وروى مغيرة عن إبراهيم قال فأصبحت حجة من آمن بعيسى ظاهرة بتصديق محمد صلىاللهعليهوسلم أن عيسى كلمة الله وروحه.
سورة الجمعة
مدنية [وهي إحدى عشرة آية](٢)
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣))
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ) ، يعني العرب كانت أمة أمية لا تكتب ولا تقرأ (رَسُولاً مِنْهُمْ) ، يعني محمدا صلىاللهعليهوسلم نسبه نسبهم ، ولسانه لسانهم ليكون أبلغ في إقامة الحجة عليهم (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ، أي ما كانوا قبل بعثة الرسول إلا في ضلال مبين يعبدون الأوثان.
(وَآخَرِينَ مِنْهُمْ) ، وفي آخرين وجهان من الإعراب أحدهما الخفض على الرد إلى الأميين مجازه وفي آخرين والثاني النصب على الرد إلى الهاء والميم في قوله (وَيُعَلِّمُهُمُ) أي ويعلم آخرين منهم ، أي [من](٣) المؤمنين الذين يدينون بدينهم ، لأنهم إذا أسلموا صاروا منهم ، فإن المسلمين كلهم أمة واحدة.
واختلفوا العلماء فيهم فقال قوم : هم العجم ، وهو قول ابن عمر وسعيد بن جبير ورواية ليث عن مجاهد ، والدليل عليه :
__________________
(١) زيادة من المخطوط.
(٢) زيد في المطبوع.
(٣) زيادة عن المخطوط.