أبي جحيفة عن أبيه قال : أتيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو في قبة حمراء من أدم ورأيت بلالاً أخذ وضوء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والناس يبتدرون الوضوء فمن أصاب منه شيئاً تمسَّح به ، ومن لم يُصِب منه شيئاً أخذ من بلل يد صاحبه (١).
ففي صحيح مسلم في كتاب الفضائل باب قرب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من الناس وتبرّكهم به ؛ عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا صلّى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء فما يؤتى بإناء إلّا غمس يده فيها فربّما جاءه في الغداة الباردة فيغمس يده فيها (٢).
وفي صحيح البخاري في كتاب الأدب ، باب حسن الخلق والسخاء ، عن سهل بن سعد قال : جاءت امرأة إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ببُردة فقال سهل للقوم : أتدرون ما البردة؟ فقال القوم : هي شملة ، فقال سهل : هي شملة منسوجة فيها حاشيتها فقالت : يا رسول الله أكسوك هذه؟ فأخذها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم محتاجاً إليها فرآها عليه رجل من الصحابة فقال : يا رسول الله ما أحسن هذه فاكسنيها ، فقال : «نعم» ، فلمّا قام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لامه أصحابه ، قالوا : ما أحسنت حين رأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذها محتاجاً إليها ثمّ سألته إيّاها وقد عرفت أنّه لا يُسأل شيئاً فيمنعه ، فقال : رجوت بركتها حين لبسها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلّي أُكفنُ فيها (٣).
__________________
(١). صحيح البخاري : ٧ / ١٥٤.
(٢). صحيح مسلم : ٧ / ٧٩.
(٣). صحيح البخاري : ٨ / ١٤.