وذهب السّدّي إلى أنه منسوخ بقوله : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ) [آل عمران : ١٨] وليس هذا بقول من يفهم الناسخ والمنسوخ ، فلا يعول عليه.
ذكر الآية العاشرة :
قوله تعالى : (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [آل عمران : ١٨٦].
الجمهور على إحكام هذه الآية ، لأنها تضمّنت الأمر بالصبر والتقوى ، ولا بد للمؤمن من ذلك. وقد ذهب قوم إلى أن الصبر المذكور هاهنا منسوخ بآية السيف.
الباب الحادي عشر
باب ذكر الآيات اللواتي
ادّعي عليهنّ النّسخ في سورة النساء
وهي ست وعشرون
ذكر الآية الأولى :
قوله تعالى : (وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء : ٦].
اتفق العلماء على أن الوصي الغني لا يحل له أن يأكل من مال اليتيم شيئا ، وقالوا : معنى قوله : (فَلْيَسْتَعْفِفْ) أي : بمال نفسه عن مال اليتيم ، فإن كان فقيرا فلهم في المراد بأكله بالمعروف أربعة أقوال :
القول الأول : أنه الاستقراض منه ، روى حارثة بن مضرب قال : سمعت عمر يقول : إني أنزلت مال الله مني بمنزلة اليتيم إن استغنيت استعففت وإن افتقرت أكلت بالمعروف ، ثم قضيت (١).
__________________
(١) أخرجه ابن أبي الدنيا ، قال : حدثنا ابن خيثمة ، حدثنا وكيع ، عن سفيان وإسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، عن عمر به.
ذكره عن ابن أبي الدنيا ابن كثير في «تفسيره» (١ / ٥٩٢).
وأخرجه سعيد بن منصور كما في «المصدر السابق» قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : قال لي عمر .. فذكره.
وأخرجه ابن سعد وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في «سننه» (٦ / ٤) كما في «فتح القدير» (١ / ٦٨٨ ـ ٦٨٩).