الحسين ، قال : بنا آدم ، قال : بنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : لما نزلت (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) [التوبة : ٨٠] ، قال : رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سأزيدن على سبعين مرة» فأنزل الله تعالى في سورة المنافقين (فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) عزما.
وقد حكى أبو جعفر النحاس ؛ أن بعض العلماء قال : فنسخت بقوله : (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً) [التوبة : ٨٤].
قلت : والصحيح إحكام الآية على ما سبق.
ذكر الآية التاسعة :
قوله تعالى : (ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ) [التوبة : ١٢٠].
قد ذهب طائفة من المفسرين إلى أن هذه الآية اقتضت أنه لا يجوز لأحد أن يتخلف عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهذا كان في أول الأمر ثم نسخ ذلك بقوله : (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) [التوبة : ١٢٢]. قال أبو سليمان الدمشقي : لكل آية وجهها وليس للنسخ على إحدى الآيتين طريق ، وهذا هو الصحيح على ما بينا في الآية الخامسة (١).
الباب السابع عشر
باب ذكر الآيات اللواتي
ادّعي عليهنّ النّسخ في سورة يونس
(عليهالسلام)
ذكر الآية الأولى :
قوله تعالى : (إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [يونس : ١٥].
الكلام في هذه كالكلام في نظيرتها في الأنعام ، وقد تكلمنا عليها هناك ، ومقصود الآيتين تهديد المخالف ، وأضيف إلى الرسول ليصعب الأمر فيه ، وليس هاهنا نسخ ، ويقوي ما قلنا ؛ أن المراد بالمعصية هاهنا تبديل القرآن ، والتقول على الله تعالى ، وموافقة المشركين على ما هم عليه ، وهذا لا يدخل في قوله : (لِيَغْفِرَ لَكَ
__________________
(١) انظر «صفوة الراسخ» (ص ١١١) و «الناسخ والمنسوخ» للنحاس (ص ١٦٩).