قال : وحدّثنا موسى بن هارون ، قال : حدّثنا الحسين قال : ثنا شيبان ، عن قتادة (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ) [آل عمران : ٧] قال : المحكمات الناسخ الذي يعمل به.
قال : وحدّثنا محمد بن معمر : قال : ثنا روح ، قال : حدّثنا الحسن بن علي بن عفان ، عن عامر بن الفرات ، عن أسباط ، عن السدي (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) ما يشاء من المنسوخ ويثبت من الناسخ.
قال : وحدّثنا ... (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ) قال : .... لم تنسخ. ورواه سفيان عن سلمة ، عن الضحاك ، قال : المحكمات ؛ الناسخ.
[٢] ـ أخبرنا إسماعيل بن أحمد قال : أخبرنا إسحاق بن أحمد الكاذي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل رضي الله عنه قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا وكيع ، عن سلمة بن نبيط ، عن الصحابة قال : المتشابه ما قد نسخ ، والمحكمات ما لم ينسخ.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أبي أعلمنا بالمنسوخ (١).
الباب الثالث
باب
بيان حقيقة النسخ
النسخ في اللغة على معنيين :
الأول : الرفع والإزالة ، يقال : نسخت الشمس الظل إذا رفعت ظل الغداة بطلوعها وخلفه ضوؤها. ومنه قوله تعالى : (فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ) [الحج : ٥٢].
والثاني : تصوير مثل المكتوب في محل آخر ، يقولون نسخت الكتاب ، ومنه قوله تعالى : (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجاثية : ٢٩].
وإذا أطلق النسخ في الشريعة أريد به المعنى الأول ، لأنه رفع الحكم الذي ثبت تكليفه للعباد إما بإسقاطه إلى غير بدل أو إلى بدل.
__________________
(١) أخرجه البخاري (٤٤٨١ ، ٥٠٠٥) وأحمد (٥ / ١١٣) بلفظ : «عليّ أقضانا ، وأبيّ أقرؤنا ، وإنا لندع كثيرا من لحن أبي ، وأبي يقول : سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلا أدعه لشيء ، والله تبارك وتعالى يقول : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها).