[١٩٠] (١) ـ فقد أخبرنا المبارك بن علي ، قال : ابنا أحمد بن الحسين ، قال : ابنا البرمكي ، قال : ابنا محمّد بن إسماعيل ، قال : ابنا أبو بكر بن داود ، قال : بنا يعقوب بن سفيان ، قال : بنا أبو صالح ، قال : حدّثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) ثم استثنى المؤمنين فقال : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ).
فهذا هو اللفظ الصحيح ، عن ابن عباس رضي الله عنهما وإن هذا هو استثناء لا نسخ وإنما الرواة تنقل ، بما تظنه المعنى فيخطئون.
الباب الثلاثون
باب ذكر
ما ادّعي عليه النسخ في سورة النمل
قوله تعالى : (فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ) [النمل : ٩٢].
روي علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن هذا منسوخ بآية السيف ، وكذلك قال قتادة ، وقد تكلمنا على جنس هذا وبينا أن الصحيح أنه ليس بمنسوخ.
الباب الحادي والثلاثون
باب ذكر
ما ادّعي عليه النسخ في سورة القصص
قوله تعالى : (وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) [القصص : ٥٥].
اختلف المفسرون في المراد باللغو هاهنا ، فقال : مجاهد : هو الأذى والسب ، وقال الضحاك : الشرك ، فعلى هذا يمكن ادعاء النسخ. وقوله : (لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) قال المفسرون : لنا حلمنا ولكم سفهكم ، وقال بعضهم : لنا ديننا ولكم دينكم.
__________________
(١) أخرجه النحاس في «ناسخه» (ص ٢٠١).