وطلب العفو ، فسوف يبصرون عزّك وذلهم على ضدّ ما كان يوم القضاء.
والموضع الثاني : (وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ) وهو يوم القيامة والله أعلم ، وأبصر ما يكون من عذاب الله لهم.
قلت : وعلى ما ذكرنا لا وجه للنسخ ، وقد ادّعى بعضهم نسخ الآيتين خصوصا إذا قلنا أنها تكرار للأولتين.
الباب الأربعون
باب ذكر
ما ادّعي عليه النسخ في سورة ص
ذكر الآية الأولى :
قوله تعالى : (إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) [ص : ٧٠].
ومعنى الكلام : إني ما علمت قصة آدم : (إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ) [ص : ٧١] إلا بوحي. وعلى هذا الآية محكمة ، وقد زعم بعض من قل فهمه أنها منسوخة بآية السيف. وقد رددنا مثل هذه الدعوى في نظائرها المتقدمة.
ذكر الآية الثانية :
قوله تعالى : (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) [ص : ٧١].
زعم بعض من لا فهم له أنها منسوخة بآية السيف ، وليس بصحيح ، لأنه وعيد بعقاب إما أن يراد بوقته الموت أو القتل أو القيامة ، وليس فيه ما يمنع قتال الكفار.
الباب الحادي والأربعون
باب ذكر
ما ادّعي عليه النسخ في سورة الزمر
ذكر الآية الأولى :
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) [الزمر : ٣].
قال المفسرون : هذا حكم الآخرة ، وهذا أمر محكم ، وقد ادّعى بعضهم