وليس هذا بكلام من يفهم الناسخ والمنسوخ ، لأن الآية الأولى تثبت جواز الانتصار ، وهذه تثبت أن الصبر أفضل.
ذكر الآية التاسعة :
قوله تعالى : (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ) [الشورى : ٤٨].
زعم بعض المفسرين أنها منسوخة بآية السيف.
وقد بينا مذهبنا في نظائرنا وأنها ليست بمنسوخة.
الباب الخامس والأربعون
باب ذكر
ما ادّعي عليه النسخ في سورة الزخرف
ذكر الآية الأولى :
قوله تعالى : (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) [الزخرف : ٨٣].
زعم بعضهم أنها منسوخة بآية السيف ، وقد عرف مذهبنا في نظائرها وأنها واردة للوعيد والتهديد ، فلا نسخ إذن.
ذكر الآية الثانية :
قوله تعالى : (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) [الزخرف : ٨٩] يروي الضحاك عن ابن عباس ، قال : نسخ هذا بآية السيف.
[٢٠١] ـ وأخبرنا إسماعيل بن أحمد ، قال : ابنا عمر بن عبيد الله ، قال : ابنا ابن بشران ، قال : ابنا إسحاق بن أحمد ، قال : ابنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، وابنا المبارك بن علي ، قال : ابنا أحمد بن الحسين ، قال : ابنا البرمكي ، قال : ابنا محمد بن إسماعيل ، قال : بنا أبو بكر بن أبي داود ، قال : بنا أحمد بن يحيى بن مالك ، قال : بنا عبد الوهاب ، عن سعيد ، قال : قال قتادة : في قوله : (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) قال قتادة : نسختها براءة (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبة : ٥].
هذا مذهب قتادة ومقاتل بن سليمان.