[٢١٢] (١) ـ أخبرنا المبارك بن علي ، قال : ابنا أحمد بن الحسين ، قال ابنا البرمكي ، قال : ابنا محمّد بن إسماعيل ، قال : بنا أبو بكر بن أبي داود ، قال : بنا يعقوب بن سفيان ، قال بنا أبو صالح ، قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) قال : فأنزل الله تعالى بعد هذا (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ) [الطور : ٢١] فأدخل الله الأبناء بصلاح الآباء الجنة.
قلت : قول من قال : إن هذا نسخ غلط ؛ لأن الآيتين خبر ، والأخبار لا يدخلها النسخ ، ثم إن إلحاق الأبناء بالآباء إدخالهم في حكم الآباء بسبب إيمان الآباء فهم كالبعض تبع الجملة ، ذاك ليس لهم إنما فعله الله سبحانه بفضله وهذه الآية تثبت ما للإنسان إلا ما يتفضل به عليه.
الباب الرابع والخمسون
باب ذكر
ما ادّعي عليه النسخ في سورة القمر
قوله تعالى : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ) [القمر : ٦].
قال الزجاج : الوقف التام ، (فتول عنهم) و (يوم) منصوب بقوله : (يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ) [القمر : ٧].
وقال مقاتل : المعنى : فتول عنهم إلى يوم يدع الداع ، وليس هذا بشيء ، وقد زعم قوم أن هذا التولي منسوخ بآية السيف ، وقد تكلمنا على نظائره وبينا أنه ليس بمنسوخ.
الباب الخامس والخمسون
باب ذكر
ما ادّعي عليه النسخ في سورة المجادلة
قوله تعالى : (إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً).
__________________
(١) أخرجه الطبري (٢٧ / ٤٤) والنحاس (ص ٢٣٠) وإسناده ضعيف.