البرمكي ، قال : ابنا محمّد بن إسماعيل ، قال : ابنا أبو بكر بن أبي داود ، قال : بنا يعقوب بن سفيان ، قال : بنا عبد الله بن صالح ، قال : حدّثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا) ونحو هذا من القرآن مما أمر الله به المؤمنين بالعفو عن المشركين فإنه نسخ ذلك قوله : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبة : ٥].
قلت : قد روينا عن جماعة من المفسرين منهم ابن عباس رضي الله عنهما أن سبب نزول هذه الآية أن الرجل كان إذا أراد أن يهاجر من مكة إلى المدينة منعته زوجته وولده ، وعلى هذا يمكن أن يكونوا قد آمنوا معه ولكنهم يمنعونه حبا لإقامته فلا يتوجه نسخ.
الباب التاسع والخمسون
باب ذكر
ما ادّعي عليه النسخ في سورة ن
ذكر الآية الأولى :
قوله تعالى : (فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ) [ن : ٤٤].
زعم بعض المفسرين أنها منسوخة بآية السيف ، وإذا قلنا إنه وعيد وتهديد فلا نسخ.
ذكر الآية الثانية :
قوله تعالى : (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) [ن : ٤٨].
قال بعضهم معنى الصبر منسوخ بآية السيف وقد تكلمنا على نظائر هذا فيما سبق.
الباب الستون
باب ذكر
ما ادّعي عليه النسخ في سورة سأل سائل
ذكر الآية الأولى :
قوله تعالى : (فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً) [المعارج : ٥].
قال المفسرون : صبرا لا جزع فيه ، وزعم قوم منهم ابن زيد أن هذا كان قبل