الأمر بالقتال ثم نسخ بآية السيف وقد تكلمنا على نظائر هذا.
ذكر الآية الثانية :
قوله تعالى : (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) [المعارج : ٤٢].
زعم بعض المفسرين أنها منسوخة بآية السيف ، وإذا قلنا : إنه وعيد بلقاء القيامة فلا وجه للنسخ.
الباب الحادي والستون
باب ذكر
ما ادّعي عليه النسخ في سورة المزمل
ذكر الآية الأولى :
قوله تعالى : (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً) [المزمل : ٢ ، ٣].
قال المفسرون ، المعنى : انقص من النصف قليلا أو زد على النصف ، فجعل له سعة في مدة قيامه إذا لم تكن محدودة ، فكان يقوم ومعه طائفة من المؤمنين فشق ذلك عليه وعليهم ، وكان يقوم الليل كله مخافة أن لا يحفظ القدر الواجب ، فنسخ الله ذلك عنه وعنهم بقوله : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ) [المزمل : ٢٠] هذا مذهب جماعة من المفسرين.
وقالوا : ليس في القرآن سورة نسخ آخرها أولها سوى هذه السورة. وذهب قوم إلى أنه نسخ قيام الليل في حقه بقوله : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ) [الإسراء : ٧٩] ونسخ في حق المؤمنين بالصلوات الخمس وقيل : نسخ عن الأمة وبقي فرضه عليه أبدا ، وقيل إنما كان مفروضا عليه دونهم.
[٢٢٣] (١) ـ أخبرنا ابن ناصر ، قال : ابنا علي بن أيوب ، قال : ابنا ابن شاذان ، قال : ابنا أبو بكر النجاد ، قال : ابنا أبو داود ، قال بنا أحمد بن محمّد ، قال : بنا علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً) نسختها (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) [المزمل : ٢٠].
[٢٢٤] ـ أخبرنا المبارك بن علي ، قال : ابنا أحمد بن الحسين بن قريش ،
__________________
(١) أخرجه أبو داود في «سننه» (١٣٠٤). وحسّنه الألباني في «صحيح سنن أبي داود» (١١٥٦).