وقطعة الخشب ، حقاً إنها اسرار عجيبة يقف الانسان متأملا ولا ينقطع تأمله ..
نقل الحس :
يهيمن الدماغ على الجسم بواسطة ٨٦ عصب منها ٢٤ فقط للرأس وهي مزدوجة في الجانبين بالإضافة إلى الاعصاب الودية ونظيرة الودية التي تكلمنا عنها والتي لها علاقة بالحياة النباتية في الجسم ، والاعصاب التي تخرج من جانبي النخاع هي ٣١ عصب في كل جانب ، وميزة هذه الاعصاب إنها مختلطة أي للحس والحركة ، وذكرنا أن الحركة تأتي من الارادة الكائنة في قشر الدماغ والذي سنفرد لها حديثاً خاصاً ، وأما الحس فلقد وجد أن له انماطاً متعددة فهناك حس الالم ، وحس الحرور وهو ما يتعلق بالحرارة والبرودة ، وهناك حس اللمس والحس المبهم العميق ، وأخيرا الحس المعقد في معرفة الاشياء فكيف تنتقل كل هذه الانماط من الحس وفي مكان واحد هو النخاع؟ إن هذا يحتاج لكتاب وحده ولكن حتى نأخذ فكرة مبسطة نقول إن الدماغ هو المركز النهائي الذي يتلقى الاخبار والنخاع هو المركز الاول فاذا قطعنا النخاع بشكل معترض ونظرنا فيه لوجدنا أنه يشبه الخارطة الجغرافية التي تتوزع فيها البلاد والانهار والجبال والوديان والعواضم وطرق المواصلات وكذلك النخاع فهو طريق مواصلات لاعقد شبكة مواصلات عرفت حتى الآن حيث أن الالياف الصغيره التي لا تتجاوز ٢٠ ميكرون في أبعد الحدود تجتمع معاً لتؤلف حزماً تتخذ تسميات معينة مثل كول وبورداخ وديجرين وغورس وغيرها وكلها لها امكنتها الخاصة التي تعرفها في كل نخاعات البشر وهي تختص بحس معين فهي تقوم على مبدأ الاختصاص ، وهذا العدد الجبار من الالياف الذي يجتمع لينقل الاخبار القادمة من كل الجسم ، منها ما يصعد إلى أعلى بشكل مستقيم ومنها ما يتصالب ، إما فور وصوله إلى النخاع حيث يصل