الألياف الواردة من نصف كرة مخية هذا الجسم إلى نصف الكرة المخية الآخر وهكذا فان الدماغ يتصرف ككل وليس كأجزاء متفرقة فمثلاً عندما تركب سيارة وترى النور الأحمر فان هذا يصل إلى شبكية العين التي تتوزع فيها خلايا عصبية من نوع معين هي المخاريط والعصيات والنوع الأول مختص بالنور المركز القوي وبالألوان ، والنوع الثاني مختص بالنور الضعيف الأبيض وهكذا ينتقل النور الأحمر عبر ألياف العصب البصري التي يبلغ عددها حوالي ٥٠٠,٠٠٠ ليف ( نصف مليون ) بحيث ان كل ليف يمثل عملاً تلفزيونياً مستقلاً ويصل هذا الاحساس اللوني الضوئي إلى السرير البصري ويتشعع من هناك إلى الفص القفوي حيث يصل إلى هناك ويفسر وتقوم الخلايا العصبية بفهمه ومحاكمته وماذا يعني ثم ترسل أوامراً من عندها من خلال اتصالها بالتلفيف الجبهي ان هذا الأمر خطر ويعني أن تقف وتستجيب خلايا الفص الجبهي وتقول لها جزاك الله خيراً عن هذا الفهم والعمل وتبدأ عملية معقدة وهي الانتقال من مجال الاحساس إلى مجال الحركة حيث تؤمر خلايا معينة باطلاق الاشارات العصبية إلى العضلات المخصصة بالضغط على الفرامل وهي عضلات الأطراف السفلية حيث تنقبض بعضها وينبسط بعضها الآخر كما ان أوامر أخرى ترسل إلى الأطراف العلوية حيث تنبسط بعض العضلات وينقبض بعضها الآخر وهكذا وتقوم اليد بنقل الجهاز الذي يفصل لامحرك عن المسننات في السيارة ان هذا الأمر البسيط العقد يتم في ثوان بسيطة فكيف صمم هذا الجهاز وكيف ركب! ولا يسعنا إلا أن نقول : ( يا أيها الانسان ما غرّك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك ).
انك الآن تقرأ هذا الكتاب وأنت ثابت في مقعدك ولكن ما هو وضع الدماغ تماماً الآن؟ لقد استطاعت الدراسات الطبية أن تتبين كما