هذا السائل من الناحية المكانية بأنبل عناصر الجسم الذي هو الدماغ ، إن نقصه مخيف وزيادته أشد خطراً ، فهذا السائل يمر من أماكن الافراز من الحفر والدهاليز المخية الداخلية عبر انفاق وثقب إلى الخارج تعرف هذه الثقب بأسماء مختلفة مثل مونرو ، لوشكا ، ما جندي ، فإذا زاد الافراز أو نقص الامتصاص لسبب من الأسباب يعطل ميكانيكية الامتصاص كالتهاب السحايا مثلا ( وقلنا أن السحايا هي مجموعة الأغلفة التي تغلف الدماغ وهي الأم الجافية والنسيج العنكبوتي والأم الحنون ) فإن كمية السائل تزداد وأخيراً تضغط نفس الأماكن التي أفرزتها وهذه الخلايا التي تفرزها حساسة كالجلد تماماً فيصاب المريض بالصداع الشديد والنعاس وبطء النبض والقيء أحيانا ، وتعرف هذه الحالة باستسقاء الدماغ وتحصل غالباً عند الاطفال ومع المزيد من الضغط على النسيح الدماغي الناعم شديد الحساسية اللطيف الرقيق ، يبدأ الطفل في حالة تقرب من الغيبوبة وتفتل كرتا العين إلى الاسفل بحيث ان البؤبؤ يرى كقرص الشمس الذي يغيب في الأفق وهذه العلامة مهمة في تشخيص هذا المرض وتعرف بعلامة غروب الشمس وهي في الحقيقة غروب شمس العمر!!
إن هذه الدوامات الهائلة هي قاعدة في بناء الجسم فدورة السائل الامنيوسي هي من هذا القانون وكذا دوامة السائل الدماغي الشوكي وكذا الخلط المائي في كرة العين ( سيأتي شرحه ) وكذا بناء كافة مواد الجسم حتى المواد الدهنية كان يظن أنها مستودعات تخزين ثابتة وجد أنها تتغير باستمرار ، وقد استطاع العلماء معرفة ذلك باعطاء العناصر المشعة بحيث يمكن تتبع مرور هذا العنصر في الجسم بتتبع اشعاعاته التي يصدرها كما في الموانىء التي تتلقى اشعاعات السفن!! فوجد أن الدهن يتجدد باستمرار وكذا كل انسجة الجسم حتى العظام التي هي أقل أنسجة الجسم تغيراً تخضع