البعيدة المدى ، حيث أن بطء التنفس يؤدي إلى تراكم غاز الفحم في الجسم ، وغاز الفحم هذا له تأثير خاص على المراكز التنفسية فهو الذي ينبهها ، وليس الاكسجين ، وهذا أمر يدعو إلى التأمل ، وعندما تصل الأوامر والتنبهات إلى مركز التنفس العام ويكون الوضع فيه شيء من الخلل يعدّله على الفور فإذا زادت كمية الفحم انطلقت الأوامر تخبر أن الجسم في خطر من زيادة غاز الفحم فتتحول الأوامر إلى تلك البالونات الصغيرة جداً والمسماة بالأسناخ الرئوية حيث تمتلىء بشدة بالهواء ويزداد بالتالي ورود الاكسجين ، وهكذا فإن أي زيادة أو نقص في الغازات يعدل فوراً وإلا دخل الإنسان في غيبوبة ثم إلى الموت إذا لم يسعف. إن زيادة غاز الفحم بمقدار ٢ و ٠% يجعل حجم الهواء المتنفس مضاعفاً كما ان نقصه ٢ و ٠% يوقف التنفس.
وهكذا فإن الإنسان في تنفسه كأنه يعبر شلالات نياجراً على حبل ممتد فوقها ومعه عصا للتوازن وأي ميل إلى الجانبين يرديه إلى الخطر المبين ، وبهذه الكيفية السحرية يتنفس الإنسان يومياً (٢٣٠٠٠) مرة بمعدل ١٦ مرة في الدقيقة ولا يستطيع أن يبقى بدون هواء أكثر من دقيقتين ، وتنتفخ اسناخه التي تبلغ ٧٥٠ مليون سنخ والتي تفرش سطحاً يبلغ مساحته (٧٠) متر مربع في متوسط الحياة (٢٠٤) مليون مرة مع العلم أنها تنقي الدم بمعدل ٥ ليترات في كل دقيقة!! فتباركت اللهم واهب الحياة ( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. الذي خلق الموت والحياة ليلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور ). سورة تبارك.
وأما تنظيم ضربات القلب فهي أيضاً سر من أسرار الخلق والابداع ،