الداخلية ، أي الرئتين والقلب والمري والمعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة والرغامى.
وهذا العصب هو جزء من جهاز كامل يتكون من نوى مبعثرة في كل النخاع والجملة العصبية العلوية وهي ما ذكرناها سابقاً الودي ونظير الودي ، فمهمة هذا العصب الداخلية : الهدوء والبطء فهو يمثل الفرامل في حركة القلب ، كما يمثل الجهاز العاصر للقصبات ، ولذلك يحدث تشنج قصبي وضيق في التنفس إذا اشتد نشاطه ، أما في المعدة والأمعاء فهو يمثل المسرع حيث يزداد إفراز المعدة وتزداد حركة الأمعاء. وكل هذه التحركات تحدث بمعزل عن الوعي والإرادة ، فهي الأجهزة المنظمة الخفية الداخلية ، وأما في المثانة فيقوم بزيادة ارتخائها مع شدة تحرك الحالبين حتى يطرح البول إلى الخارج ، وعلى مستوى غدد اللعاب يزيد من إفرازها ولذلك يشعر المرء أحياناً عندما يميل إلى القيء بزيادة اللعاب في فمه ، وهاذا إنذار من فرط نشاط العصب المبهم أو الحائر!! كما أنه يميل إلى إنقاص سكر الدم. وهذه العلامات تمثل بمجموعها العام خطاً عريضاً للتفاعل الداخلي الهادىء عندما يكون الجسم في حالة راحة أو نوم. وأما الودي فانه يقوم بعكس هذا تماماً كما مر معنا في صفحات سابقة ، ولنا أن نتأمل قليلاً هذه المعدلات العجيبة في الجسم ، وهذا التوازن البدين الذي نسقه كله وأبدعه رب عظيم خبير عليم ( وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون ) سورة الجاثية.
وبالإضافة إلى ما مرّ فإن هذا العصب له تفرع مهم هو ما يسمى بالعصب المنعكس حيث يعصب الحنجرة وشراع الحنك ، وهكذا يشرف على الصوت ولحنه ، كما يشرف على البلع. ولذا فان إصابته تعني بحة الصوت ، والصوت المضاعف ، كما تعني عدم القدرة على البلع وقذف السوائل المبتلعة عن طريق الأنف وذلك بسبب عجز شراع الحنك على