حتى حدثت الحادثة التالية وهي فعلاً تدل على تعقيد الجملة العصبية وقلة المعلومات في شأنها : بينما كان أحد الجراحين يفتح دماغ أحد المرضى المصابين بهذا الرجفان أخطأ في ربط أحد الشرايين الذي يغذي المنطقة القريبة من النواة العدسية وهي ما تعرف بالنواة الشاحبة ، ولعله ندم على هذا الفعل ايضاً ، ولكن بعد فوات الأوان حيث تخربت المنطقة ، وكما نعرف أن موت الخلايا العصبية نهائي وغير متراجع ولكن هذه الغلطة كانت فتحاً مبيناً في معالجة هذا المرض حيث لاحظ هذا الجراج أن الرجفان اختفى تماماً من المريض المصاب برجفان باركلسون ، وجلبت هذه الحادثة اهتمام الأطباء فبدأوا يجربون تخريب هذه المنطقة بحذر ، ثم تأكدوا أنه فعلاً يؤدي تخريب هذه المنطقة إلى الشفاء النهائي من هذا المرض الوبيل ، وطبقت المعالجة على مدى واسع فأعطت نتائج طيبة. ويقال إن أحد الجراحين الأمريكيين ويسمى كوبر يجري هذه العملية بالتخدير الموضعي بإدخال إبرة من خلال القحف وبزاوية مرسومة بدقة إلى هذه المنطقة والمريض بكامل وعيه وعندما يصل إلى المنطقة يخرب النواة الشاحبة ، وإذا بيد المريض التي كانت تهتز وهي بحالة الراحة تقف عن الرجفان وتكون العملية قد انتهت وقبض الطبيب خمسة آلاف دولار في نصف ساعه!
ولكن هل حلت يا ترى مشكلة كل الامراض التي تتجلى بفرط الحركه أو نقص الحركه؟ لم تحل سوى مشكله المرض الذي ذكرناه آنفاً فقط ..
إن هناك سبعه أمراض مشهورة ، منها أربعة تتجلى بفرط الحركه ، وهي ما تعرف بداء رقص سيدنهام ، وهونتكتون ، والكنع ، والرقص الشقي ، وثلاثة منها تتجلى بالصمل وبطء الحركة وجمودها وهي ما تعرف بالتنكس الكبدي العدسي المترقي ، والتصلب الكاذب والشلل المهيج ،