ونظير الودي اللذين يسيطران على الألياف العضلية الشعاعية والدائرية ، فالودي يسيطر على العضلات الشعاعية ، ولذا فان تقلص هذه العضلات يعني شد أطراف الدائرة الحدقية وبالتالي تتوسع الحدقة ، وهذا يناسب فعل الودي لأن هذا العصب ينشط في الانفعال والهياج فزيادة قطر الحدقة يعين على رؤية الأشياء أكثر وعلى خدمة الانسان وقدرته على التصرف أكثر في هذه المواقف والازمات الحرجة ، ونظير الودي يفعل عكس ذلك لان اختصاصه بالراحة والنوم والهدوء فهو يسيطر على العضلات الدائرية التي تقبض الحدقة وتنقص من قطرها ، وفي الحالة الطبيعية تبقى فتحة الحدقة وسطاً بين توازن العصبين وخلف القزحية حيث يكمن الجسم الهدبي تنطلق ألياف عضلية ثخانة الواحد منها (٢٢) ميكرون وعددها ما يقرب من (١٤٠) ليف عضلي في كل جانب حيث تنتشر على الوجه الخلفي لمحفظة البللورة أو الجسم البللوري ، وماذا تعمل هذه الالياف العضلية؟
إن تقلص هذه الالياف يعني شد البللورة من الجانبين وبالتالي تمدد البللورة وقلة تحدب الوجه الامامي لها وهذا يعني نقص قدرة التقريب (١) ، وإذا ارتخت هذه الالياف رجعت البللورة فتحدب وجهها الامامي وبالتالي زادت قدرة التقريب ، إن ما يحدث اثناء النظر للقريب يحدث على مستويين : الاول في الحدقة ، والثاني في البللورة ، فأما الحدقة فتتقبض الالياف الدائرية وتصغر الحدقة بالتالي ، وأما الالياف المعلقة للبللورة فانها ترتخي ويزداد تحدب وجه البللورة ، ويزداد التقريب تبعاً لذلك ، وهكذا
__________________
(١) ان العدسات عند الفيزيائيين نوعان مقربة ومبعدة ، والمقرةب هي التي يزداد قطرها من الطرف الى الوسط تدريجياً ومنها : محدبة الوجهين ، مستوية محدبة ، هلال مقرب. والمبعدة بعكس ذلك اي التي يزداد قطرها تدريجياً من الوسطى إلى الطرف ، وبللورة العين من النوع الاول المقرب.