تتوافق كل من الحدقة والبللورة مع الوضع ، كما تتوافق كل منهما مع الاخرى في الوضعية ، وأما في النور الذي يعد منبهاً آلياً لعضلات الحدقة فتتقبض وتصغر حتى لا تدخل كمية كبيرة من النور الى داخل العين وتؤذيها ، كما أنه لا حاجة لهذه الكمية الكبيرة حتى تتبين العين مصدر النور ، وهذا المنعكس مهم في كشف أمراض العين ، مثل إصابات الدماغ ، والنزوف الدماغية ، كما أن هناك علامة جميلة لكشف مرض افرنجي العصب الثالث وهي بقاء حدقة العين بشكل نقطة صغيرة وعدم التفاعل مع النور أو القرب والبعد ، وهذه العلامة هي علامة ( ارجايل روبرتسون ) وهي تشخص مرض الافرنجي الذي يصب العصب المحرك المشترك ، أي أن هذا المرض أيضاً من بركات الزنى والحوادث الجنسية المشبوهة التي تنقل هذا المرض!! وكأن تضييق الحدقة هذا بصمة الانحراف على عينيه ، أو هي ضيق الرؤية أمام ناظرية علامة لضعف البصيرة!!. كما أن الموت يبطل فعاليات التوازن جميعها فتتسع الحدقة ولا تستجيب للنور ( انما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم اليه يحشرون ) سورة الانعام. وهناك بعض الادوية التي تفعل مثل العصب الودي ( الادرنالين ، نور ادرينالين ) فتوسع الحدقة وكذلك الاتروبين ، وهناك مواد تفعل بالعكس أي تقلد العصب نظير الودي فتضيق مثل الاسيتل كولين ، والازرين ، والبيلوكاربين ، أي ان سمة التوازن موجودة في الكون حتى على مستوى المواد البسيطة.
ـ ٧ ـ
ان تفاعل الحدقة السريع من النور ، وانقباضها على قدر درجة الاضاءة ، يتعلق بمراكز انعكاسية موجودة في المناطق السفلى من الدماغ ،