ولكن تقدير المسافات والابعاد وفهم المرئيات ، يتعلق بقشر الدماغ حيث ترقد مراكز الوعي والادراك والفهم والتحليل والذاكرة والابداع ، واصابة هذه المناطق تؤدي إلى العمي الروحي ، أي إن الإنسان المصاب يرى الاشياء ولكن لا يفقهها ( وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون ). وهكذا نرى ان المخ يتدخل بشكل كبير في موضوع الرؤية ، وحتى فهم الالوان يبدو ان الدماغ هو الذي يتدخل أيضاً في فهمها ، ولقد وجد ان تخريب بعض المناطق (١) في الفصّ القفوي يعطى نتائج متباينة فهناك مناطق للرؤية العادية ، وأخرى للفهم والإدراك ، وثالثة للألوان ، وهكذا ...
ـ ٨ ـ
والآن هناك قضية مازالت في قيد النظريات والبحوث ، وليس هناك من حقيقة علمية ثابتة في هذا الموضوع ، وهي رؤية الألوان ، حيث بحث فيه الكثير من العلماء وأعطوا آرائهم. ( يونغ ، هرنغ ، هيلموتز ) فكيف تبصر العين الالوان؟
إن العين فيها إحساسان للرؤية : الاول ، الإحساس عديم اللون ، والثاني : الاحساس اللوني ، وتمتاز العصيات بميزتين الاحساس للرؤية الضعيفة
__________________
(١) ان معرفه خارطة الدماغ وتوزع الاختصاصات في كل منطقة كانت بعدة طرق منها تخريب المناطق عند الحيوانات ثم ملاحظة ماذا يحدث بعد تخريب هذه المنطقة ، أو اصابة هذه المناطق عند الإنسان اثناء زحمة الحياة ، أو تنبيه هذه المناطق بالمنبهات الكهربية فتنبيه المنطقة القفوية مثلاً تحدث حالة من الرؤى والمناطر مع أنه لا يرى شيئاً وهكذا.