فيه ثلاث قطع عظمية مغلفة بغشاء مخاطي يعلو بعضها البعض وتسمى القرينات ، وكأنها القرون الصغيرة في هذا المكان ، وهو تشترك في عملية تسخين الهواء أثناء مروره بالأنف ، فإذا نظرنا إلى ما فوق القرين العلوي رأينا المنطقة الشمية بمساحة تبلغ ( ٢٥٠ ملم ٢ ) ، في هذه المنطقة تتوزع ألياف العصب الشمي بعد أن تجتاز سقف الأنف من خلال صفيحة مثقبة كالغربال هي الصفيحة الغربالية ، وتتوزع هذه الألياف العصبية بحيث يكون لكل خلية شمية ( ٦ ـ ٨ ) أهداب تغطس في سائل مخاطي يعلوها ، فإذا وصلت الروائح الشمية إلى تلك المنطقة انحلت في السائل المخاطي أولاً ثم في المواد التي تحويها تلك الاهداب وهي من طبيعة دسمة تساعد على حل المواد الكيمياوية.
وهكذا نرى أن عملية الشم هي اشبه ما تكون بعملية كيمياوية بينما طبيعة الصوت تقوم على قواعد فيزيائية ، وأما الضوء فهو أعقد بكثير.
والآن كيف نفسر الشم وعلاقته بالمواد الكيمياوية؟ لقد وجد أن هناك بعض المواد الكيمياوية التي تختلف من ناحية التكوين اختلافاً جذرياً جوهرياً ومع ذلك فإنها تعطي نفس الرائحة مثل ( رائحة الكافور وكحول السيليكونونيل ، والديورين ) فكيف سنفسر الشم إذن؟ ان آخر نظرية طرحت هي التي قدمها آمور على (١٩٦٤) وتسمى بالنظرية الفراغية الكيمياوية فالمواد كما يبدو تنحل في الأهداب الشمية بحيث تنحل كل مادة في شكل هندسي يناسبها ، وكأن الروائح هي الضيف العريز ، فالمقعد للشخص ، وعلاّقة الثياب من أجل معطفه ، وعند العتبة المكان الملائم لحذائه ، وعلى الأرض الفرش اللازم لتمديد رجليه المتعبتين ، والحمام بشكله المناسب لكي يغتسل!!! .. فالروائح سبعة أساسية وبقية الروائح هي مزيج من هذه الروائح بنسب متفاوتة ، وهكذا فمكان استقبال الروائح الاتيرية متطاول بشكل حوض السباحة في