الأعصاب ، والثانية بطيئة عن طريق الأخلاط الداخلية التي تنقل الهورمونات المؤثرة ، وبهذه الكيفية يتزن البدن أمام الأمور مفاجئة السريعة ، ومع ظروف المحيط المتقلبة ، وهذه الهورمونات أو الحاثات لها مراكز خاصة للإفراز تسمى الغدد الداخلية وتبلغ في الوزن مائة غرام لكل الغدد .. وتعتبر الغدة النخامية ملكة الغدد الأخرى ، أو دماغ الغدد الأخرى ، أو هي مفتاح للأخلاط البدنية ، وهذه الغدة ترقد في تجويف عظمي في أسفل عظم القحف ، ويسمى بالسرج التركي ، وتبلغ في الوزن حوالي نصف غرام ، وفيها ثلاث فصوص ، أمامي وخلفي ومتوسط ، ومن هذه الفصوص الثلاثة تفرز (١٠) عشرة هورمونات حسب آخر التقارير العلمية ، وهذه الغدة تقع من ناحية التشريح العصبي أسفل السرير البصري ، ولذا فهي تتصل بمناطق ما تحت السرير ، وهكذا فإن مركز القيادة العامة يستقر في الدماغ ، ومن هذا المركز يحدث الاتصال مع ملكة الغدد ، وهذه بدورها تفرز الهورمونات التي تحث البدن على القيام بوظائفه. وهنا نتساءل : كيف تؤثر هذه الهورمونات أو الحاثات او الرسل النخامية فتقنع الغدة الدرقية والمبيض والخصية وقشر الكظر والعظام والمفاصل والعضلات والثدي والجلد والعروق الدموية وعضلة الرحم والكلية ، أقول : كيف تقنع كل هذه الأعضاء ، وبكم من اللهجات واللغات ، حتى تنشط وتشتغل؟ فإذا بالدرق يفرز التيروكسين ، وإذا بالمبيض يهيء البيضة الانسانية التي تعتبر نقطة إنطلاق تخلّق الانسان ، وإذا بالخصية تهيء الحيوانات المنوية ، وإذا بقشر الكظر يفرز قرابة ثلاثين هورموناً لينظم الشوارد المعدنية والماء والسكر في الدم كما ينظم ضغط الدم ، وإذا بالعظام والمفاصل والعضلات تنمو بشكل متناسق متكامل حتى توصل الطفل الصغير إلى مرحلة الشباب والنضارة والقوة ، وإذا بالثدي يفرز الحليب شراباً سائغاً للطفل يبني جسمه وعظامه ودماغه ودمه وأخلاطه وغدده ومفرزاته ، وإذا بالجلد يفرز صباغاً خاصاً