فهو مسكنها الاخير ، والسبب في هذا يعود إلى أن النطف لا يمكن أن تعيش في حرارة البدن بل لا بد لها من حرارة تنزل عن حرارة الجسم بـ ٣ ـ ٤ درجات ، ولذا كان أنسب مكان للخصية هو في الصفن وهنا نتذكر قول الله تعالى وهو يخبرنا : ( وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهور ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ) حيث كانت الخصية في الظهر عند الكلية فهل هذه الآية إشارة الى هذا المعنى؟!! وهذه حقيقة علمية كشف الطب الحديث عنها.
ثم لنتابع الرحلة لنرى ما هي العوامل التي تهىء لإخراج النطفة إلى حيز الوجود إن تلك الغدة العجيبة التي هي ملكة الغدد في الجسم وهي النخامة ترسل من فصها الامامي هورموناً يقوم بدور الرسول المحرض فهو يستثير حمية النطف أن تنمو وتتقدم وهكذا تتنشط النطف حتى تمر بمراحل وأدوار متعاقبة حتى تصل إلى دور النطفة الجاهزة للالقاح هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ترسل ملكة الغدد رسولاً آخر يحث بعض المراكز الخلوية المندسة بين النطف وهي ما تعرف بخلايا ليديغ وسرتولي حيث تقوم هي بدورها بافراز هورمون جنسي يقوم باعطاء الخواص الجنسية للذكر من غلظ الصوت وبروز الحنجرة وصلابة العضلات وشدة المزاج وضيق الحوض وكبر الاكتاف وتوزع الشعر وخاصة في العانة وتحت الابط وبقية الجسم بشكل عام بالإضافة إلى الميل الجنسي ، وهكذا يتكون الذكر على ثلاث مستويات لكي يستمر النسل البشري ويتكاثر فهو أولاً حصل تكون النطف التي فيها سر التكوين ، ثم حصل الميل النفسي ، وثالثاً كانت المظاهر الخارجية كلها خاصة للذكر ومميزة له عن الأنثى ، وإن المتأمل ليقف خاشعاً وهو يرى هذه المظاهر فما الذي جعل هذا الهورمون الجنسي المذكر والذي يسمى بالتستومترون ان تصنع بصلات