لا بد من ضمانات أخرى ولذا تفرز غدة البروستات مفرزاتها أيضاً وهكذا يكون الطريق عبر القضيب قد مهد تماماً وتنظف من المفرزات الحامضية ثم ان وضع الانتشار في العضو التناسلي يكون قد تم وذلك من الأوامر العصبية التي هيأت كل الاطراف المهمة لتأدية هذا الفرض الحيوي ، وهنا يحصل الدفق السريع فلا يقف طويلاً السائل المنوي في الطريق البولي كما ان المفرزات الاولى تكون قد عدلت المفرزات الحامضية في الطريق البولي في إحليل الرجل ومهبل المرأة ، وهكذا يكون الأمر قد وصل أقرب ما يكون إلى تأمين حياة هذه النطفة الضعيفة المسكينة التي تحمل الأمانة العظيمة والسر الهائل الذي هو الانسان .. ويبقى تفسير الرعشة الجنسية أو حصول الارتواء الجنسي سراً من الاسرار النفسية التي لا يمكن تفسيرها بالبساطة التي فسرنا فيها الأمور السابقة ..
وكم سيكون عدد الضحايا من الحيوانات المنوية في الطريق يا ترى؟ لا شك أن العدد كبير لأن طبيعة الحياة فيها الجهاد والتضحية والموت ولكن دقة التصميم وروعة البناء غطت كل هذه المسائل ، ان الدفقة الواحدة من السائل المنوي فيها ما يقرب من ٤٠٠ مليون حيوان منوي ، انه شعب منوي كامل من الحيوانات المنوية التي تبدأ السباق الجبار لكي يحصل قصب السبق للفائز الأول الذي سيصل إلى البويضة ويلتحم بها ويكوّن الانسان ، وبينما نحن نرقب هذا السباق المخيف ليس بين العشرات ولا المئات بل ملايين النطف الزاحفة إلى أعلى وهي تضرب بسياطها الطويلة مزجرة في الطريق تخبط المفرزات المخاطية وتصعد بسرعة جبارة وكأن هذه الأذناب المحركات الهائلة لهذه القذائف المحشوة بالسر الانساني ، أقول بينما نحن نرقب هذا السباق تكون البويضة في البوق تتهادى في مشيها كأنها الملكة وهي محاطة بما يشبه الحاشية من حولها وتضع على رأسها الاكليل المشع!! وهي تستعد لاستقبال الفائز الأول ، ولكن من