تلقحت فهو يرسل أخباراً مستعجلة إلى الرحم يفهمه بأن يستعد لاستقبال البيضة التي هي في الطريق إليه وعندما يسمع الرحم بهذه الأخبار المهمة يستعد لاستقبال الضيف العزيز فيبسط الفرش الوثيرة والوسائد المريحة والزرابي الثمينة ( الزرابي هي السجاد ) كل هذه في صورة تسميك غشاء باطن الرحم حيث تزداد غدده وطبقات خلاياه وبينما الرحم في الانتظار إذا بالأخبار المؤسفة تنقل له أن هذا الضيف العزيز قد مات في الطريق فيتأثر ويبكي دماً لا دمعاً على هذا الضيف العزيز وهو ما يعرف بالدم الطمثي.
والآن إلى البويضة التي انطلقت في الرحلة المرسومة هنا يحصل تطور خطير ومهم وهو ما يعرف بالانقسام المنصف الذي يجعل البويضة تملك تصف الكروموسومات حتى تلتقي بالنطفة التي تملك أيضاً نصف الكروموسومات ( الصبغيات ) من الأب حتى يتشكل من اجتماع النصفين بشر سوي متكامل ، والآن حانت ساعة الصفر لأن الحيوان المنوي الذي تركناه وهو ينطلق كالصاروخ عبر الرحم إلى النفير والبوق وهو يضرب بذنبه الطويل ويشق عباب المفرزات بأسرع حركة وهي الحركة اللولبية وفي مقدمته القلنسوة المدرعة فكيف سيتم اللقاء التاريخي؟؟؟ ..
لو تصورنا أننا ارسلنا رجلاً مغمض العينين من شرق سوريا من مدينة القامشلي ومن الغرب رجلاً آخر من اللاذقية مغمض العينين ودفعناهما في اتجاهين معاكسين وحددنا لهما غرفة على شاطىء نهر الفرات تبعد عن مدينة دير الزور بمسافة ٢٥ كم إلى الجنوب الشرقي فكيف نتصور اللقاء هل هو أقرب للمستحيل أم هو مستحيل فعلاً؟ إن هذا يحدث تماماً للنطفة والبيضة لأن البوق الذي تسير فيه البيضة يعتبر نفقاً هائلاً بالنسبة لها واكثر بالنسبة للنطفة حيث أن قطر النطفة يبلغ بضعة ميكرونات ويبلغ قطر البويضة ٢٠٠ ميكرون بينما يبلغ طول النفير ١٢ سم وثخانته ١ سم وهي على كل حال أجزاء من السنتمتر من الداخل