العملية الجبارة في خلق أعضاء الجنين فطائفة من الخلايا تختص بالحواس وأخرى بالعظام وثالثة بالعضلات ورابعة بالأجهزة وهكذا يتكون من الوريقة الباطنة الرغامى والقصبات والرئتان والبلعوم والأنبوب الهضمي والكبد والمعثكلة كما يتشكل من الوريقة المتوسطة الجمجمة ونسيج الرأس الضام وعضلانه وعضلات الأطراف وهيكل العظام والجهاز التناسلي وغشاء الجنب ( غشاء الجنب يغلف الرئتين ) والثامور ( غشاء يغلف القلب ) والصفاق ( غشاء يغلف الأمعاء ) والقلب والعروق ، والبلغم والجملة البيولية ، كما يتكون من الوريقة الظاهرة بشرة الجلد والعناصر الملحقة به من غدد وأشعار وأظافر وأعضاء الحواس والجملة العصبية فكيف خططت كل هذه الأجهزة وكيف سار البناء في نسق واحد بحيث أن كل مجموعة خلوية تقوم ببناء جهاز خاص بل نسيج خاص وهي لا تعمل مستقلة بل متعاونة مع غيرها بحيث أن كل جهاز يأخذ مكانه الطبيعي وأي خلل يعطي تشوهات خطيرة للمستقبل كما يعرض الحياة للخطر ، ولذا لم نجد أن العين نمت في البطن أو أن اليد انبثقت من الرأس أو أن الأذن نبتت على الساق ، أو أن الشرج ركب في الظهر ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك ، كلا بل تكذبون بالدين ) وعندما ينمو الجنين أو بالأصح عندما تنمو المضغة وجد أنها خلال الاسابيع الأولى تشبه كثيراً مضغة الزواحف والطيور وحتى الخنازير!! ولكن ما أن يكتمل الشهر الثاني حتى يبدأ تخلق الإنسان وينشأ إنشاء جديداً وصدق الله ( ثم انشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ).
لقد وجد أن المضغة الانسانية يكون طولها ٥ ملم في اليوم الخامس والثلاثين ثم تزيد بمعدل ملمتر واحد يومياً حتى نهاية الشهر الثاني أي تصبح ٣٠ ملم أو ٣ سم عندما يكون العمر شهرين وفي نهاية الشهر الثالث يتم