الوحي مصدر القرآن الوحيد!
(إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)
قال تعالى : (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى). (١)
كانت الدلائل على أنّ القرآن كلّه ـ بلفظه ونظمه ومحتواه جميعا ـ كلام ربّ العالمين ، وافرة وظافرة ، وقد تكفّل عرضها مباحث الإعجاز القرآني باستيفاء وإحكام. (٢) كما وأصبحت سفاسف المعاكسين لذلك الاتّجاه الناصع هباء منثورا تذروه عواصف الرياح.
والآن ، فلنشهد تجوالهم الحديث في هذا الميدان الرهيب :
وليعلم أنّ عمدة مستند القول باستيحاء القرآن تعاليمه الدينية من زبر الأوّلين هو تواجد التوافق ـ نسبيّا ـ بين شريعة الإسلام وشرائع سالفة.
لكن هذا لا يجدي نفعا بعد اعترافنا بوحدة أصول الشرائع وأنّها جميعا مستقاة من عين واحدة : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ). (٣)
__________________
(١) النجم ٥٣ : ٤ ـ ١٢.
(٢) قد استوفينا البحث عنها في التمهيد ، ج ٤ و ٥ و ٦.
(٣) آل عمران ٣ : ٦٤.