بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الّذي أنزل الكتاب على عبده بيانا للأحكام ، وجعله مصدّقا لنبوّته ومؤيّدا لرسالته إلى الخاصّ والعامّ فهو النور الساطع برهانه ، والفرقان اللامع تبيانه والمعجز الباقي على مرّ الدهور والأعوام ، والصلاة والسلام على المكنى عنه بالعبوديّة الرسول الأمين ، والنبيّ المكين المبعوث إلى كافّة الأنام ، وعلى آله المعصومين وعترته الطاهرين كنوز العلم ورعاته ، ودعاة الحقّ وولاته الّذين بحبّهم يثاب على الطاعة وتكفّر الآثام صلاة متعاقبة متتالية ما أقبل بدر وأدبر ظلام. وبعد فيقول أقلّ العباد جواد بن سعد بن جواد : لمّا كان من أجلّ النعم وأوفر القسم استفادة الأحكام الشرعيّة من الآيات القرآنيّة ، وقد اعتنى العلماء بالبحث عنها والاستنباط منها وتكثّرت في ذلك مقالاتهم ، واختلفت استفادتهم فبعضهم يحمل القرآن على ما يريد ، ويرتكب فيه التأويل البعيد. فهؤلاء لم يجرّوا على منهاج السداد ولم يسلكوا طريق الرشاد ، والّذي لزم طريق الحقّ في ذلك أصحابنا الإماميّة ـ رضوان الله عليهم ـ فإنّهم بيّنوا جهة الدلالة بما استفادوه من الأئمّة الأطهار الّذين هم مهبط الوحي والتنزيل أو بما اشتملت عليه من الظاهر البعيد عن التأويل فهم العاملون بالقرآن على التحقيق السائرون على جادّة الطريق المتمسّكون بالثقلين (١) اللذين أخبر النبيّ صلىاللهعليهوآله عنهما بعدم الافتراق ، وبيّن أنّ
__________________
(١) إشارة إلى الحديث المشهور بين الفريقين بألفاظه المختلفة مثل ، إنى أو أنا تارك أو تركت أو خلفت أو مخلف فيكم الثقلين أو ثقلين أو أمرين أو الثقلين خليفتين أو اثنين ما إن تمسكتم به أومأ إن أخذتم به أو ما إن اعتصمتم به لن تضلوا بعدي أو لن تضلوا أبدا أو لن ـ