البحث الثالث
(في حجيّة الظهور)
اقسام الدلالة
الدليل الشرعي قد يكون مدلوله مردّدا بين امرين او امور وكلها متكافئة في نسبتها اليه ، وهذا هو المجمل ، وقد يكون مدلوله متعيّنا في أمر محدّد ولا يحتمل مدلولا آخر بدلا عنه ، وهذا هو النص ، وقد يكون قابلا لأحد مدلولين ولكنّ واحدا منها هو الظاهر عرفا والمنسبق الى ذهن الانسان العرفي وهذا هو الدليل الظاهر (١).
__________________
(١) قد يتوهّم بعض الطلبة ان هذا الدليل الظاهر يفيد الظن بمراد المتكلّم ـ بخلاف النص الذي يفيد العلم به ـ لكون المعنى المنسبق الى الذهن هو بقوّة ٦٠% او ٧٠% ونحو ذلك وهي درجة تفيد الظن لا اكثر. (وهذا) تصوّر خاطئٌ ، فصحيح ان معنى الظهور هو ما يكون بقوّة ٦٠% ونحو ذلك الّا ان هذا لكونه صادرا بحسب الفرض من عاقل حكيم عارف باللغة سيولّد عند السامعين العلم بمراده ، لان ارادة المعنى المرجوح دون الراجح في الظروف العادية ضرب من الجنون او التدليس.
(نعم) هناك حالات لا يحصل لنا منها العلم بالمراد الجدّي للمولى بل لا