دليل حجية الظهور
وامّا الظاهر فظهوره حجّة ، وهذه الحجية هي التي تسمّى باصالة الظهور (١).
ويمكن الاستدلال عليها بوجوه (*) :
__________________
(١) وكأنّها مختصر لقولهم «اصالة حجيّة الظهور» لان الاصل حجية الظهور حتّى يأتينا معارض لهذا الظهور كما هو واضح.
__________________
(*) قد يتوهّم البعض ان بحث «الظهور» صغرويا وكبرويا من الابحاث البسيطة التي تعتمد ـ صغرويا ـ على الظهورات العرفية للكلام وكبرويا على وجود ارتكاز واضح عند العقلاء على العمل طبقا لهذا الظهور وقد امضى الشارع المقدّس هذه السيرة العقلائية ، والسلام ، فلما ذا التطويل والتعقيد؟!
(ولكن) الصحيح وجود عقبات امام المحققين صغرويا وكبرويا ، اما صغرويا فقد مرّت فيما سبق ورأينا كم اختلف علماؤنا في هذا المجال كاختلافهم في امكان التمسك بالاطلاق فيما لو شككنا في كون المولى في مقام البيان ام لا ، وكاختلافهم في المفاهيم كمفهوم الشرط و...
وامّا كبرويا فقد اختلفوا في العديد من المسائل كاختلافهم في حجية قول اللغوي وكاختلافهم في حجية كلام نظن بارادة غير ظاهره ـ ولو من الروايات الضعيفة المعارضة ـ وغير ذلك من الابحاث التي مرّ بعضها ويأتيك البعض الآخر.
(وما اريد) قوله هنا هو التاكيد على هذه الابحاث لشدّة اهميّتها في مقام الاستنباط ، وان كنّا نسلّم بوجود تطويلات وتعقيدات في بعض مسائله لا داعي لها وهذه مشكلة عامّة في علم الاصول وقع فيها علماؤنا محاولة منهم لاستقصاء ما امكن من افكار اصحابنا رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين ، نسأل الله تعالى ان يوفقنا لسلوك الخط الوسط انه سميع مجيب.