الظهور الذاتي والظهور الموضوعي
الظهور سواء كان تصوريا او تصديقيا تارة يراد به الظهور في ذهن انسان معيّن وهذا هو الظهور الذاتي ، واخرى يراد به الظهور بموجب علاقات اللغة واساليب التعبير العام وهذا هو الظهور الموضوعي. والاوّل يتأثّر بالعوامل والظروف الشخصية للذهن التي تختلف من فرد الى آخر تبعا الى انسه الذهني وعلاقاته ، بخلاف الثاني الذي له واقع محدّد يتمثّل في كل ذهن يتحرّك بموجب علاقات اللغة واساليب التعبير العام.
__________________
المراد الجدّي من خلال ما فهموه وما نقل إليهم ، وكأنّهم يقولون «الظاهر ان مراده الجدّي هو ما فهمناه او ما نقل إلينا ـ بلا زيادة ولا نقيصة ـ» من دون حاجة ـ بعد هذا ـ الى قولهم قبل ذلك «الاصل عدم وجود قرينة متصلة على الخلاف» ، فيكتفون باجراء اصالة الظهور وان المتكلم يريد جدّا وواقعا عين ما فهمناه منه وذلك لان المجاز على خلاف الطبع الاوّلي والدلالات الوضعية للكلام ، فان ارتكازهم على ان المراد الجدّي هو ما فهمه السامع او الناقل يعني انهم يرون ان المتكلّم اراد جدّا عين ما فهمه السامع من اطلاق او عموم وحقيقة ونحو ذلك لا انه يريد معنى مقيّدا او خاصا او مجازيا ، ومن هنا تعرف ان اصالة الظهور تغني عن اصالة عدم القرينة لانها تتضمّنها ، فهي اذن الاصل.
(وهذا) التقريب لكلام صاحب الكفاية اسلم مما ذكره هو نفسه في تعليقته على الرسائل من انه قد يتفق ان نقطع بعدم القرينة المتصلة مع شكنا في ارادة المعنى الظاهر ... فانه يرد عليه عدم تصوّر ذلك ـ ثبوتا ـ للملازمة بين الشك في احدهما مع الشك في الآخر كما ذكرنا قبل قليل.
(وعلى ايّ حال) لا ثمرة من هذا البحث فلا نطيل.