وما هو موضوع الحجية هو الظهور الموضوعي ، لان هذه الحجية قائمة على اساس ان ظاهر حال كل متكلّم ارادة المعنى الظاهر من اللفظ ، ومن الواضح ان ظاهر حاله باعتباره انسانا عرفيا ارادة ما هو المعنى الظاهر موضوعيا لا ما هو الظاهر نتيجة لملابسات شخصية في ذهن هذا السامع او ذاك.
واما الظهور الذاتي ـ وهو ما قد يعبّر عنه بالتبادر او الانسباق ـ فيمكن ان يقال بانه امارة عقلائية على تعيين الظهور الموضوعي ، فكل انسان اذا انسبق الى ذهنه معنى مخصوص من كلام ولم يجد بالفحص شيئا محدّدا شخصيا يمكن ان يفسّر ذاك الانسباق فيعتبر هذا الانسباق دليلا على الظهور الموضوعي (١).
وبهذا ينبغي ان يميّز بين التبادر على مستوى الظهور الذاتي والتبادر على مستوى الظهور الموضوعي.
فالاوّل (٢) كاشف عن الظهور الموضوعي وبالتالي عن الوضع.
والثاني كاشف انّي تكويني ـ مع عدم القرينة ـ عن الوضع.
الظهور الموضوعي في عصر النص
لا شك في ان ظواهر اللغة والكلام تتطوّر وتتغيّر على مرّ الزمن
__________________
(١) وبالنتيجة نرى ان الظهور الذاتي يكون بالنسبة الى المستظهر مرآة وطريقا لمعرفة الظهور الموضوعي كما كان الامر في القطع الذاتي والقطع الموضوعي.
(٢) اي التبادر الذاتي.