الظهور الحالي
وكما ان الظهور اللفظي حجّة كذلك ظهور الحال (١) ولو لم
__________________
(١) الاصل عقلائيا وجود تطابق بين الظهور اللفظي والظهور الحالي ، وهذا ما يسمّونه باصالة التطابق بين ظهور الكلام وظهور الحال ، وهذه الاصالة عقلائية يرجع اليها العرف عند احتمال عدم التطابق.
ويختلف الحال عند الانسان (فتارة) يكون في حال الجدّ وهي حالتان : (فتارة) يكون في حال الاخبار وهي حالات فتارة يكون في حال الصدق وهي ايضا حالات فتارة يكون ظاهر كلامه عين مراده الواقعي وتارة تتغايران كما لو اورد كلاما يريد خلاف ظاهره لتقية ونحو ذلك وهو ما يسمّى بالتورية وقد يريد خلاف ظاهره لكن لا بالكلية كما في حالة المبالغة ، وتارة يكون في حال الكذب ، (وتارة) يكون في حال الانشاء ، واحوال الانشاء متعدّدة منها التعجب والطلب والاستفهام والتمني والترجي ونحوها ، (وتارة) يكون في حال الهزل ... الى ما هنالك من حالات كثيرة ذكروها في علم البلاغة وغيره مما لا فائدة من جمعه هنا.
(وما) يهمّنا من هذا البحث هو خصوص ما يتعلّق بالآيات والروايات ، وظاهر الحال عادة يكون واضحا فيها ، الّا انه ترد بعض الروايات المتعارضة بنحو السلب والايجاب فترى بعض علمائنا يحملون بعضها على التعجب والاستنكار ونحو ذلك ، اي على خلاف ظاهر حال الرواية ، وهذا امر لا ينبغي ان يقع من علمائنا لان عدم ذكر الرواة ان الامام عليهالسلام كان في حال الاستنكار والتعجّب يقضي ان نحمل الرواية على ظاهر حاله حتى وان
__________________
الجدّي الّا بسقوط علّتها.
(وإنّ) تعجّب العرف من التقييد بالقيد المنفصل المخالف ناشئ من مخالفة المتكلم ـ في مرحلة الارادة الجدّية ـ لشخص كلامه الاوّل قبل ان نصل الى مرحلة الحجية.