(قاعدة استحالة التكليف بغير المقدور)
شرطية القدرة (١) ومحلّها
في التكليف مراتب متعددة وهي الملاك (٢) والارادة والجعل
__________________
(١) لا يخفى عليك ان مرادهم من «القدرة» ـ سواء كانت عقلية او شرعية ـ هي القدرة العرفية ، بمعنى ان من كان عليه عسر وحرج غير قادر ، وذلك لقوله تعالى (وما جعل عليكم فى الدّين من حرج)
(٢) بمعنى ان الملاك مرتبة من مراتب التكليف لكونه روح التكليف وإن لم يحكم على اساسه المولى لسبب ما ، فلو اطّلع العبد على عطش مولاه فان العقل يحكم بلزوم اتيانه بالماء. وعلى هذا الاساس يحكم بعض علمائنا بصحّة العبادة ولو لم يوجد بها امر كما في حالة تزاحمها مع ضدّ اهم منها ـ على القول بذلك ـ. مرادنا ان نقول انك اذا نظرت الى التكليف لوجدت فيه اربع مراتب مترتبة على بعضها ، المرتبة الاساسية فيه هي الملاك ، وليس الجعل الا مظهرا كاشفا عن وجود الملاك ، ثم تأتي المراتب الثلاثة المذكورة في المتن ... (*)
__________________
(*) الصحيح ما ذهب اليه المشهور من كون الفعلية أيضا من مراتب التكليف ، لكن لا بمعنى ان المولى يجعل حكما آخر ـ بعد تمامية قيود الحكم ـ اسمه حكم فعلي ، فهذا ليس من شئون المولى كما قال السيد الشهيد (قده) بحقّ ، بل بمعنى تمامية ملاك الفعلية وتحقق شرائطه الدخيلة في فعليته ، فاذا علم المكلّف بتحققها وكان قادرا على الامتثال