لا يحرّك الّا نحو متعلّقه ، فلو كان نفس القصد المذكور داخلا في المتعلق لادّى الى ان الامر يحرّك نحو نفس هذه المحركية وهذا مستحيل. (وببيان آخر) ان المكلف لا يمكنه ان يقصد امتثال الامر الّا بالاتيان بما تعلق به ذلك الامر ، فان كان القصد المذكور دخيلا في المتعلق فهذا يعني ان الامر لم يتعلّق بذات الفعل (المجرّد) ، فلا يمكن للمكلف ان يقصد الامتثال بذات الفعل (المجرّد) (١). (وان شئت) قلت : ان قصد امتثال الامر بفعل يتوقّف على ان يكون مصداقا لمتعلق الامر ، وكونه كذلك على فرض اخذ القصد في المتعلّق ـ يتوقّف على انضمام القصد المذكور إليه ، وهذا يؤدّي الى توقّف الشيء على نفسه واستحالة الامتثال.
وقد اجيب على ذلك بانّ القصد اذا كان داخلا في المتعلّق انحل الامر الى امرين ضمنيين (٢) لكل منهما محرّكية نحو متعلقه :
احدهما : الامر بذات الفعل ،
والآخر : الامر بقصد امتثال الامر الاوّل وجعله محرّكا ، فيندفع البيان الاوّل في البرهان المذكور بأنّ الامر الثاني (٣) يحرّك نحو محركية الامر الاوّل لا نحو محرّكية نفسه ، ويندفع البيان الثاني بانّ ذات الفعل متعلّق للامر وهو الامر الضمني الاوّل.
__________________
(١) وذلك لكون المتعلّق هو الصلاة المقيدة لا الصلاة المجرّدة.
(٢) ذكر هذا الكلام في تقريرات السيد الهاشمي ج ٢ ص ٧٦ ناسبا ايّاه الى مشهور المحققين.
(٣) وهو «الامر بقصد امتثال الامر الاوّل» ، فالامر الثاني يحرّك نحو قصد امتثال الامر الاوّل لا قصد امتثال نفسه.