المخصّص حاصل فعلا ما دامت السيرة لم يعلم بامضائها فلا دور.
الجواب الثالث : ما ذكره المحقّق الاصفهاني رحمهالله (١) من ان ظهور
__________________
(١) لعلّك لاحظت ان منشأ كلام المحقق الاصفهاني هو كلام صاحب الكفاية ، وعلى ايّ حال فهذا نصّ كلام الشيخ الاصفهاني «والتحقيق حجية الخبر بالسيرة وعدم رادعية الآيات فان ما ذكرنا من كون المعارضة والمزاحمة من قبيل مزاحمة تامّ الاقتضاء وغير تامّ الاقتضاء غير تام لما تقدّم في مبحث حجية الظواهر من وقوع الخلط بين المقتضي للحجية في مقام الثبوت والمقتضي للحجية في مقام الاثبات ، وما هو المفروغ عنه في حجيّة العام فهو ظهوره في العموم وكشفه النوعي عن ذلك ، هذا الظهور هو المقتضي للحجية ثبوتا ، واما المقتضي لحجيته اثباتا فهو بناء العقلاء ، (فلو) كان للعقلاء بناء ان بنحو العموم والخصوص بفرض وجود بناء على العمل بالعام مطلقا وبناء آخر على العمل بخبر الثقة لامكن أن يقال بان الشارع امضى البناء العمومي ولم يمض البناء الخصوصي ، (واما) إذا كان البناء العملي إمّا على اتباع الظهور العمومي مطلقا (اي الشامل للسيرة) وامّا على اتّباعه فيما عدا مورد السيرة فلا موقع ح لامضاء حجية الظهور بنحو العموم ، وانما يكون الامضاء لما عدا مورد السيرة ، بمعنى انه لا رادع عن البناء العملي على اتّباع خبر الثقة .... وسيجيء ان شاء الله تعالى في مبحث الاستصحاب ان عدم بناء العقلاء على العمل بعمومات الآيات الرادعة عن السيرة ليس بملاك العام والخاص ولا بملاك الظاهر والظن بالخلاف ، بل بملاك بنائهم على اتّباع الخبر ، ولا يعقل بناؤهم عمليا على طرحه ...» انتهى بتصرف يسير للتوضيح.
(وخلاصة) كلامه انه (قدسسره) يؤمن بحجية الظهور مطلقا الّا في مورد السيرة.