العمومات المدّعى ردعها لا دليل على حجيّته ، لان الدليل على حجية الظهور هو السيرة العقلائية ، ومع انعقادها على العمل بخبر الثقة لا يمكن انعقادها على العمل بالظهور المانع عن ذلك ، لان العمل بالمتناقضين غير معقول.
وهذا الجواب غريب ، لان انعقاد السيرة على العمل بالظهور معناه انعقادها على اكتشاف مراد المولى بالظهور وتنجّزه بذلك (١) ، وهذا لا ينافي استقرار عمل آخر لهم على خلاف (*) ما تنجّز بالظهور (٢) ، فالعمل
__________________
(١) اي ومعناه تنجّز الظهور عند احراز نفس الظهور
(٢) ما تنجّز بالظهور هو نهي الآيات الناهية الشاملة في نهيها للسيرة. ومراده ان عمل العقلاء بالظهور لا ينافي استقرارهم على العمل بالسيرة. (ومراده) (قده) ان يجيب المحقّق الاصفهانى رحمهالله بقوله : كيف تقول ايّها المحقق ان الظهور في مورد السيرة ليس بحجّة؟! مع وضوح أن الظهور اينما وجد يكون حجّة ، وهذا الامر لا ينافي ايماننا بصحّة السيرة على العمل بخبر الثقة ، وذلك ببيان ـ سياتيك في قوله «فالصحيح في الجواب» ـ عدم وجود ظهور للآيات يشمل مورد السيرة من الاصل. فالسيد الشهيد اذن يمنع وجود صغرى الظهور والشمول لمورد السيرة ، بخلاف المحقق الاصفهانى الذي يؤمن بوجود صغرى الظهور وانما يمنع كبرى حجيته.
__________________
(*) اذا تقرأ جوابه الآتي بقوله «فالصحيح في الجواب» تعرف انه لم يستقرّ عمل للعقلاء على خلاف ما تنجّز بالظهور بل ليس هناك خلاف بين بنائي العقلاء ، وذلك لما ستعرفه في «الصحيح في الجواب» من عدم نظر الآيات الناهية للسيرة من الاصل ، فليس هناك خلاف بين بناء العقلاء على حجية الظهور وبنائهم على العمل بخبر الثقة ولذلك كان