(الثاني) ، لأنّ النكتة مشتركة ، مضافا إلى منع نظر الآية إلى العقوبات الدنيوية ، بل سياقها سياق استعراض عدّة قوانين للجزاء الأخروي ، إذ وردت في سياق (ولا تزر وازرة وزر أخرى)(١) فانّ هذا شأن عقوبات الله في الآخرة لا في الدنيا ، ولا منشأ لدعوى النظر المذكور إلّا ورود التعبير بصيغة الماضي في قوله «وما كنّا» ، وهذا بنكتة إفادة الشأنيّة (٢) والمناسبة ، ولا يتعيّن ان يكون بلحاظ النظر إلى الزّمان الماضي خاصّة.
ولكن يرد على الاستدلال بالآية الكريمة ما تقدّم في الحلقة السابقة من أنّ الرسول إنما يمكن اخذه كمثال لصدور البيان (*) من الشارع ، لا
__________________
(١) فاطر : ١٨.
(٢) يظهر الجواب على الاعتراض الثاني على ضوء جوابنا الأوّل بنفي الصفة ، فإنّ نفي الصفة لا يفرّق فيه بين الدنيا والآخرة ، لأنّه ناظر إلى طبيعة الله تعالى وصفاته.
__________________
الحكمية اي مورد المجتهد الذي فحص ولم يجد دليلا محرزا على الحكم ، وذلك لان المنصرف من الرسول هو الرسول في مجال الشبهات الحكمية ، وليس من شأن الرسول بيان الموضوعات الخارجية كنجاسة هذا وطهارة ذاك إلا اذا رجع الى بيان الأحكام الكلية كبيان نجاسة الكلب وطهارة الذئب مثلا
(*) لا شكّ في أنّ المناط والملاك من بعث الرسول هو تبيين الاحكام للناس ، بل ان لفظة رسول تعني الشخص الذي يحمل رسالة من المرسل الى المرسل إليه وعليه ان يؤدّيها كأمانة في عنقه.
وعليه يكون المراد من هذه الآية الكريمة : .... حتى نبعث رسولا يبيّن لكم معالم الرسالة التي يحملها ، فاذا بحث المجتهد في الآيات والروايات عن حكم معيّن ولم يجد فيها دليلا حجّة فهو بمثابة من لم يبعث له رسول في هذا الحكم المجهول ، ولا سيّما انّ